@ 9 @ | إلا الأفراد من العرفاء المحققين المخصوصين بدقة النظر دون غيرهم فلا يفيد المدح | والتعظيم ولا الاقتصار عليها بقوله مخلصا وإن كانت أشرف لأنها قد توجد بدونهما | بخلاف العكس ، فلا يحسن وصفه إلا على هذا الترتيب . | | ! 2 < وناديناه من جانب الطور الأيمن > 2 ! أي : طور وجوده الذي هو نهاية طور القلب | في مقام السر الذي هو محل المناجاة ، ولهذا قال : ! 2 < وقربناه نجيا > 2 ! وسمي كليم الله . | وإنما وصفه بالأيمن الذي هو الأشرف والأقوى والأكثر بركة احترازا عن جانبه الأيسر | الذي هو الصدر ، لأن الوحي إنما يأتي من عالم الروح الذي هو الوادي المقدس . | .
تفسير سورة مريم من [ آية 56 - 60 ] | | ! 2 < ورفعناه مكانا عليا > 2 ! إن كان بمعنى المكانة فهو قربه من الله ورتبته في مقام | الولاية من عين الجمع ، وإن كان بمعنى المكان فهو الفلك الرابع الذي هو مقر عيسى | عليه السلام لما ذكر من كونه مركز روحه في الأصل والمبدأ الأول لفيضانه إذا فاض عن | محرك فلك الشمس ومعشوقه ! 2 < إذا تتلى عليهم آيات الرحمن > 2 ! سمعوا بالنفس من كل | آية ظاهرها ، وبالقلب باطنها ، وفهموا بالسر حدها ، وصعدوا بالروح مطلعها ، فشاهدوا | المتكلم موصوفا بالصفة التي تجلى بها في الآية ف ! 2 < خروا سجدا > 2 ! فنوا في ذلك الاسم | الذي تجلى به عند ظهوره بتلك الصفة الكاشفة عنها تلك الآية ، وبكوا اشتياقا إلى | مشاهدته بسائر الصفات المشتمل عليه الرحمن أو الله وهو بكاء القلب إن لم يكن | مستلزما لبقاء النفس من خوف البعد ، كما قال الشاعر : | % ( ويبكي إن نأوا شوقا إليهم % ويبكي إن دنوا خوف الفراق ) % | | أضاعوا صلاة الحضور لكونهم في مقام النفس ، والحضور إنما يكون بالقلب ، | ولا صلاة إلا به . ولذلك الاحتجاب بصفات النفس عن مقام القلب لزم اتباع الشهوات | ! 2 < فسوف يلقون غيا > 2 ! شرا وضلالا إذ كلما أمعنوا في اتباعها ازداد حجابهم فازداد | ضلالهم وارتكبت الذنوب على الذنوب ، فازداد تورطهم فيها ، كما قال عليه الصلاة | والسلام : ' الذنب بعد الذنب عقوبة للذنب الأول ' . | | ! 2 < إلا من تاب > 2 ! عن الذنب الأول فرجع إلى مقام القلب ! 2 < وآمن > 2 ! باليقين ! 2 < وعمل صالحا > 2 ! باكتساب الفضيلة ! 2 < فأولئك يدخلون الجنة > 2 ! المطلقة بحسب استحقاقهم ودرجتهم | في الإيمان والعمل ! 2 < ولا يظلمون > 2 ! أي : لا ينقضون مما اقتضاه حالهم ومقامهم ! 2 < شيئا > 2 ! .