@ 224 @ | فيقربهم منه ، ويكرمهم لفناء الذوات والقدر كلها في الله ، وقهره إياهم ، كما قال | تعالى : ^ ( يوم هم بارزون لا يخفى على الله منهم شيء لمن الملك اليوم لله الواحد | القهار 16 ) ^ [ غافر ، الآية : 16 ] ، فيتعظون بسماعهم له ويحدث فيهم الرجاء فيشمرون | في السلوك بالجد والاجتهاد ! 2 < لعلهم يتقون > 2 ! لكي يحذروا حجب أفعالهم وصفاتهم | وذواتهم ، ويتجردوا عنها بالمحو والفناء في الله ، ويتجه أن يكون الولي القلب ، | والشفيع الروح ، أي : لم يصلوا إلى مقام القلب الذي هو ولي النفس فينقذها من | العذاب وينصرها من الحرمان ، ولا إلى مقام الروح فتشفع لهم بإمداد مدد القرب لها | واستمدادها من الله وتتوسل بينهم وبين الله . | | ! 2 < ولا تطرد الذين يدعون > 2 ! أي : لا تزجرهم به ، وهم أهل الوحدة الكاملون | الواصلون ، فإن الإنذار كما لا ينجع في الذين قست قلوبهم لا ينفع في الذين طاشت | قلوبهم في الله وتلاشت ! 2 < ربهم بالغداة والعشي > 2 ! أي : يخصونه بالعبادة دائماً بحضور | القلب وشهود الروح وتوجه السر إليه ، لا يريدون بالعبادة إلا ذاته بالمحبة الأزلية لا | يجعلون عبادتهم معللة بغرض من توقع ثواب جنة أو خوف عقاب أو نقمة ، ولا | يريدونه بمحبة الصفات فتتغير إرادتهم باختلاف تجلياتها ولا يستحلون توسيط ذاته في | مقصد أو مطلب بل شاهدوا فناء الوسائط والوسائل فيه ولم يبق في شهودهم شيء يقع | نظرهم عليه حتى ذواتهم ! 2 < ما عليك من حسابهم > 2 ! فيما يعملون من شيء ، أي : لا | واسطة بينهم وبين ربهم من ملك أو نبي فلست من دعوتهم إلى طاعة أو إلى جهاد أو | إلى غير ذلك في شيء فحسابهم على الله إذ عملهم ليس إلا بالله وفي الله ^ ( وما من | حسابك عليهم من شيء ) ^ أي : لا يخوضون في أمور دعوتك بنصر وإعانة للإسلام | ولا يدفع وقمع للكفر لاشتغالهم بالله عما سواه ودوام حضورهم كما قال تعالى : | ! 2 < الذين هم على صلاتهم دائمون > 2 ! [ المعارج ، الآية : 23 ] لا يعنيهم شأن من أمرك ونبوتك | ! 2 < فتطردهم > 2 ! عما هم عليه من دوام الحضور بإنهاضهم لشغل ديني أو مصلحة أو | تشوش وقتهم وجمعيتهم ! 2 < فتكون من الظالمين > 2 ! ! 2 < وكذلك فتنا > 2 ! أي : مثل ذلك الفتن | والابتلاء العظيم فتناً ! 2 < بعضهم > 2 ! وهم المحجوبون بالبعض ، فإن المحجوبين لما لم | يروا منهم إلا صورتهم وسوء حالهم في الظاهر وفقرهم ومسكنتهم ، ولم يروا قدرهم | ومرتبتهم وحسن حالهم في الباطن ، استحقروهم وازدرتهم أعينهم بالنسبة إلى ما هم | فيه من المال والجاه والتنعم وخفض العيش فقالوا فيهم : | | ! 2 < أهؤلاء من الله عليهم من بيننا > 2 ! بالهداية استخفافاً وهم والله الأطيبون عيشاً ، | الأرفعون حالاً ومنزلاً ، الأعظمون قدراً ورتبة عند الله وعند من يعرفهم كما قال نوح |