الخذلان وسلم الحرمان ودرجة الطغيان ومادة التوهان والولهان فإنه يفتح باب الحيرة غالبا وقل أن يكون ملازمه إلا خائبا .
والأمن واليأس ينقلان عن الملة وسبيل الحق بينهما لأهل القبلة فإنه بين الغلو والتقصير والتشبيه والتعطيل وبين الجبر والقدر فعليك يا أخي اتباع السنة والآثار دون الافتكار والابتكار فإن قليل ذلك مع الفطنة كثير والممعن في التعمق مذموم والحريص على التوغل في اللهو محروم والإسراف في الجدال يوجب عداوة الرجال وينشر الفتن ويولد المحن ويقلل الهيبة ويكثر الخيبة فإن الله سبحانه لا تفهمه الأفهام ولا تتوهمه الأوهام فعليك بطلب الحق والصدق والتوقف معهما وترك التغير عنهما واجتهد في عدم الدخول فيما لا يلزمك فإنه يلزم منه همك وندمك فاستنصح يا أخي فيما قربت إليك وبذلت جهدي في نصحك شفقة عليك فإنه أصوب وأثوب وأسلم وأقوم والله أعلم .
هذا آخر المقصد الأول