ومن عجائب الذئب والكلب ان اجوافهما تذيب العظم ولا تذيب النوى فتلقيه صحيحا وإذا رأى الذئب بأنثاه دما وثب عليها فأكلها من شدة شهوته للدم ولذلك قال الشاعر .
( وانت كذئب السوء لما رأى دما ... بصاحبه يوما أحال على الدم ) .
ومن ثم قيل ( أخبث من الذئب ) و ( أخون من الذئب ) واشتقاق اسمه من تذاؤب الريح وهو ان تجىء من كل وجه والذئب إذ كففته من وجه دخل عليك من وجه آخر ولهذا قيل ( اختل من الذئب ) وذو بطنه يعني ما في بطنه .
820 - قولهم الذود إلى الذود إبل .
يراد ان القليل إذا جمع الى القليل كثر .
والذود ما بين الثلاث إلى والعشر من إناث الإبل ويجمع اذوادا وقال البحتري .
( أجمع النزر الى النزر وقد ... يدرك الحبل اذا الحبل وصل ) .
( من لفى هذا الى مخسوس ذا ... ومن الذود الى الذود ابل ) .
ومن امثالهم في هذا النحو قول الفرزدق .
( تصرم منى ود بكر بن وائل ... وما كان لولا ظلمهم ينصرم ) .
( قوارص تأتيني ويحقرونها ... وقد يملأ القطر الإناء فيفعم )