ومتى وفد إلينا رسول من جهة أحد من أضدادك راغبا إلينا في شيء يخالف ما انعقد بيننا وبينك امتنعنا من إجابته إلى ملتمسه ورددناه خائبا خاليا من طلبته .
وإذا سلمت الحصون المقدم ذكرها إلى من نكاتبك بالتسليم إليه كان لك علينا أن نقر من فيها رساتيقها على نعمهم ومنازلهم وضياعهم وأملاكهم وأن لا نزيلهم عنها ولا عن شيء منها ولا نحول بينهم وبين ما تحويه أيديهم من جميع أموالهم وأن نجريهم في المعاملات والجبايات على رسومهم الجارية الماضية التي عوملوا عليها على مر السنين وإلى الوقت الذي يقع فيه التسليم من غير فسخ ولا تغيير ولا نقض ولا تبديل .
فأنهينا إلى مولانا أمير المؤمنين الطائع لله ما سألت والتمست وضمنت وشرطت واشترطت من ذلك كله واستأذناه في قبوله منك وإيقاع المعاهدة عليه معك فأذن أدام الله تمكينه لنا فيه وأمرنا بأن نحكمه ونمضيه لما فيه من انتظام الأمور وحياطة الثغور وصلاح المسلمين والتنفيس عن المأسورين .
فأمضيناه على شرائط وتراضينا جميعا به وعاقدناك عليه وحلفت لنا باليمين المؤكدة التي يحلف أهل شريعتك بها ويتحرجون من الحنث فيها على الوفاء به وأشهدنا على نفوسنا وأشهدت على نفسك الله جل ثناؤه وملائكته المقربين وأنبياءه المرسلين وأخانا وعدتنا أبا حرب ربار بن شهراكويه مولى أمير المؤمنين ومن حضر المجلس الذي جرى فيه ذلك باستقرار جميعه بيننا وبينك ولزومه لنا ولك .
ثم حضر بعد تمام هذه الموافقة واستمرارها وثبوتها واستقرارها قسطنطين بن بينير أخو وردس بن بينير وأرمانوس بن وردس بن بينير فوقعا على هذا الكتاب وأحاطا به علما واستوعباه معرفة وشهدا على وردس ابن بينير ملك الروم بإقراره والتزامه إياه .
ثم تبرع كل واحد منهما بأن