أعطى أعطى به واحترز لدينه فهو به ضنين واستوثق لأمانته وإن لم يكن فيها بحمد الله متهما ولا عليها بظنين واجتنى ثمار المحامد الحلوة من كمام الأمانة المرة وعلم أن رضا الله تعالى في الوقوف مع الحق فوقف معه في كل ما ساءه للخلق وسره .
ولما كان فلان هو الذي أمسكت الفضائل بما كملها من آداب نفسه ونفاسة آدابه وتجاذبته الرتب للتحلي بمكانته فلم تكن هذه الرتبة بأحق به من مجالس العلم ولا أولى به وشهدت له فضائله معنى بما شهدت له به الأئمة الأعلام لفظا ونوهت بذكره العلوم الدينية التي أتقنها بحثا وأكملها دراية وأثبتها حفظا فأوصافه كالأعلام المشتقة من طباعه والدالة بدوامها على انحصار سبب الاستحقاق فيه واجتماعه المنبهة على أنه هو المقصود بهذه الإشارات التي وراءها كل ما يحمد من اضطلاعه بقواعد هذه الرتب واطلاعه فهو سر ما ذكر من نعوت وأوصاف ومعنى ما شهر من معدلة وإنصاف ورقوم ما حبر من حلل أفيضت منه على أجمل أعطاف رسم أن يفوض تفويضا يقع به الأمر في أحسن مواقعه ونضع به الحكم في أحمد مواضعه ويحل من أجياد هذه المناصب محل الفرائد من القلائد ويقع من رياض هذه المراتب وقوع الحيا الذي سعد به رأي الرائد .
فليباشر هاتين الوظيفتين مرهفا في مصالحهما همة غير همة مجتهدا من قواعدهما فيما تبرأ به عند الله منا ومنه الذمة محاققا على حقوق بيت المال حيث كانت محاققة من يعلم أنه مطلوب بذلك من جميع الأمة متحريا للحق فلا يغدو لما يجب له مهملا ولا لما يجب عليه مماطلا واقفا مع حكم الله تعالى الجلي في الأخذ والعطاء فإنه سيان من ترك حقا أو أخذ باطلا مجريا عوائد الحسبة على ما ألف من تدبيره وعرف من إتقانه وتحريره وشهر من