جمعا كبيرا واهتم به اهتماما كثيرا وذكر أمر المذكور وأحضر محضره المسطور ولم يكن عليه تعويل ولا في حكم الحاكم المتقدم تعليل ولا عند هذا الحاكم الذي ادعى له وادعى عنده تجوز الأباطيل وتحقق أن الحق فيما حكم به عليه فتبع وترجح أن لا يقام منه من أقعد لا يوصل منه ما قطع فنفذ حكم الحاكم المتقدم واستمر بقعوده المتحتم ووافقه على هذا سائر الرماة بالبلاد الشامية وحكامها ومن يرجع إليه في الرماية وإحكامها وبطلت قدمة لمذكور التي ذهب فيها عمره ضائعا وزمانه الذي لو اشتريت منه ساعة بالعمر لم يكن نافعا .
ولما ورد الآن هذا الموسوم الشريف زاده الله شرفا قبلوا الأرض لديه وأوقفوا عليه حاكمهم المسمى فوقف له وعليه وجمع له جمعا لم يدع فيه من الرماة معتبرا ولا من يلقم القوس وترا ولا من إذا قعد كالعين جرى ما جرى ثم قرأ عليهم ما تضمن ودعوا لأمير المؤمنين ولم يبق منهم إلا من دعا أو أمن وتضاعف سرورهم بحكمه الذي رفع الخلل وقطع الجدل وقالوا لا عدمنا أيام هذا الحاكم الذي أنصف والإمام الذي عدل وبقي ابن الحمصي مثله ونودي عليه إنه من رمى معه كان مخطئا مثله ووقرت هذه المناداة في كل مسمع وقرت استقرار الفضل عليه المجمع وذلك بما فهم من أمير المؤمنين وبنص كتابه المبين وبما قضى الله به على لسان خليفته الحاكم والله أحكم الحاكمين وطالعوا بها وأنهوا صورة الحال وجمعوا في إمضائه الآمال .
لا زالت سعادة أمير المؤمنين منزهة عن الشبه آخذة من خير الدارين كل اثنين في وجه حتى تحصل كل رمية من كثب ولا يرمي في كل أمنة إلا كل مصطحب ما غب في السماء المرزم ووقع العقاب على ثنية يقرع سنه ويتندم وعلا النسر الطائر والواقع على آثاره وسائر طيور النجوم والحوم إن شاء الله تعالى