ودخل قرطبة وهي إذ ذاك دار علم ثم لحق بالإسكندرية وحج ودخل العراق ولقي أكابر العلماء به يومئذ وفحول النظار ولقي أئمة الأشعرية من أهل السنة وأخذ بقولهم في تأويل المتشابه .
ويقال إنه لقي أبا حامد الغزالي C واستشاره فيما يريده من قيام الدولة بالمغرب .
ورجع إلى المغرب وقد حصل على جانب كبير من العلم وطعن على أهله في الوقوف مع الظاهر وحملهم على القول بالتأويل والأخذ بمذهب الأشعرية في جميع العقائد وألف العقائد على رأيهم مثل المرشدة وغيرها .
وكان مع ذلك يقول بعصمة الإمام على مذهب الإمامية من الشيعة .
وانتهى إلى بجاية قأقام بها يدرس العلم ويأمر بالمعروف وينهى عن المنكر وهناك لقيه عبد المؤمن أحد أصحابه وارتحل معه إلى المغرب وصار إلى بلاد هرغة من البربر فاجتمع إليه الطلبة ونشر العلم وأظهر مذهب الأشعرية .
وكان الكهان والمنجمون يتحدثون بظهور ملك بالمغرب من البربر وشاع في الناس أنه ذلك الملك واختار من أصحابه عشرة فجعلهم خاصته وهم عبد المؤمن بن علي وأبو حفص عمر بن علي ومحمد بن سليمان وعمر بن تافركين وعبد الله بن ملويات وغيرهم .
ودعا المصامدة إلى بيعته على التوحيد وقتال المجسمين فبايعوه على ذلك سنة خمس عشرة وخمسمائة .
ولما تكاملت له البيعة لقبوه بالمهدي وكان قبل ذلك يلقب بالإمام وكان عبد المؤمن أخص أصحابه به وكان يلقبه بالخليفة وأبو حفص بعده في الخصوصية وكان يلقبه بالشيخ وكان يسمي أتباعه الموحدين تعريضا بمن يجنح عن التأويل ويقف مع الظاهر فيوقعه في التجسيم وغيره ولم تحفظ عليه بدعة إلا ما وافق فيه الإمامية من القول بعصمة الإمام .
وقد مر ذكر مدة ولايته ثم استخلاف