فخرجوا فمضوا على شاطئ دجلة فعبروه ومضوا في أرض جوخى حتى بلغوا المذار فأقاموا فيها وأقبل معقل بن قيس فأقام بالمدائن ثلاثا ثم جمع أصحابه فقال .
419 - خطبة معقل بن قيس .
إن هؤلاء المارقة الضلال إنما خرجوا فذهبوا على وجوههم إرادة أن تتعجلوا في آثارهم فتتقطعوا وتتبددوا ولا تلحقوا بهم إلا وقد تعبتم ونصبتم وإنه ليس شيء يدخل عليكم من ذلك إلا وقد يدخل عليهم مثله فخرج في آثارهم حتى لحقهم بالمذار مقيمين ودارت بينهما رحى الحرب بشدة ودعا المستورد معقلا للمبارزة فتبارزا وطعنه المستورد حتى خرج سنان الرمح من ظهره وضربه معقل بالسيف حتى خالط سيفه أم الدماغ فوقع ميتا وقتل معقل وشد أصحابه على الخوارج فما لبثوهم أن قتلوهم 420 .
كلمات حكيمة للمستورد إلى .
كان المستورد يقول إذا أفضيت بسري إلي صديقي فأفشاه لم ألمه لأنى كنت أولى بحفظه ويقول لا تفش إلى أحد سرا وإن كان مخلصا إلا على جهة المشاورة ويقول كن أحرص على حفظ سر صاحبك منك على حقن دمك ويقول أول ما يدل عليه عائب الناس معرفته بالعيوب ولا يعيب إلا معيب ويقول المال غير باق عليك فاشتر من الحمد ما يبقى عليك ويقول بذل المال في حقه استدعاء للمزيد من الجواد وكان يكثر أن يقول لو ملكت الأرض بحذافيرها ثم دعيت إلى أن أستفيد بها خطيئة ما فعلت