فتصايح الناس وجعلوا ينالون منه ويسبونه فقال لهم إن الشتم ليس بشيء نصدقهم اللقاء والله ما صدق قوم قط إلا نصروا ثم رفع يديه إلى السماء وقال اللهم إنا بك واثقون وعليك متوكلون وإليك ألجئنا ظهورنا ثم نزل .
316 - خطبة مسلم بن عقبة يؤنب أهل الشأم .
وأقبل مسلم بجيشه إلى المدينة فحاصرها من جهة الحرة ودعا أهلها إلى الطاعة ومراجعة الحق وأجلهم ثلاثا فلم يذعنوا لقوله ونشبت الحرب بين الفريقين وحملت خيل ابن حنظلة على أهل الشأم فانكشفوا وقتل صاحب رايتهم فأخذ مسلم الراية ونادى .
يأهل الشأم أهذا القتال قتال قوم يريدون أن يدفعوا به عن دينهم وأن يعزوا به نصر إمامهم قبح الله قتالكم منذ اليوم ما أوجعه لقلبي وأغيظه لنفسي أما والله ما جزاؤكم عليه إلا أن تحرموا العطاء وأن تجمروا في أقاصي الثغور شدوا مع هذه الراية ترح الله وجوهكم إن لم تعتبوا .
317 - خطبة مسلم يحرضهم .
ثم إن خيل مسلم ورجاله أقبلت نحو ابن حنظلة ورجاله حتى دنوا منه وأخذ مسلم يسير في أهل الشأم ويحرضهم ويقول يأهل الشأم إنكم لستم بأفضل العرب في أحسابها و لا أنسابها ولا أكثرها