إن أهل العراق طال عليهم عمري فاستعجلوا قدري اللهم سلط عليهم سيوف أهل الشأم حتى يبلغوا رضاك فإذا بلغوا رضاك لم يجاوزوا إلى سخطك ثم نزل .
172 - وصيته لبعض أمرائه .
وأوصى عبد الملك أميرا سيره إلى أرض الروم فقال أنت تاجر الله لعباده فكن كالمضارب الكيس الذي إن وجد ربحا أتجر وإلا تحفظ برأس المال ولا تطلب الغنيمة حتى تحرز السلامة وكن من احتيالك على عدوك أشد حذرا من احتيال عدوك عليك .
173 - وصيته للشعبي .
وروى المسعودي في مروج الذهب قال ولما أفضى الأمر إلى عبد الملك بن مروان تاقت نفسه إلى محادثة الرجال والأشراف في أخبار الناس فلم يجد من يصلح لمنادمته غير الشعبي فلما حمل إليه ونادمه قال له يا شعبي لا تساعدني على ما قبح ولا ترد على الخطأ في مجلسي ولا تكلفني جواب التشميت والتهنئة ولا جواب السؤال والتعزية ودع عنك كيف أصبح الأمير وكيف أمسى وكلمني بقدر ما استطعمك واجعل بدل المدح لي صواب الاستماع مني واعلم أن صواب الاستماع أكثر من صواب القول وإذا سمعتني أتحدث فلا يفوتنك منه شيء وأرني فهمك من طرفك وسمعك ولا تجهد نفسك في نظر