من محسنهم وتتجاوز عن مسيئهم فقال معاوية هيهات هيهات لا والله ما تأمن النعجة الذئب وقد أكل أليتها فقال ابن الزبير مهلا يا معاوية فإن الشاة لتدر للحالب وإن المدية في يده وإن الرجل الأريب ليصانع ولده الذي خرج من صلبه وما تدور الرحاء إلا بقطبها ولا تصلح القوس إلا بعجبها فقال يا أبا خبيب لقد أجررت الطروقة قبل هباب الفحل هيهات وهي لا تصطك لحيائها اصطكاك القروم السوامى فقال ابن الزبير العطن بعد العل والعل بعد النهل ولا بد للرحاء من الثفال ثم نهض ابن الزبير فلما كان العشاء أخذت قريش مجالسها وخرج معاوية على بني أمية فوجد عمرو بن العاص فيهم فقال ويحكم يا بني أمية أفيكم من يكفيني ابن الزبير فقال عمرو أنا أكفيكه يا أمير المؤمنين قال ما أظنك تفعل قال بلى والله لأربدن وجهه ولأخرسن لسانه ولأردنه ألين من خميلة فقال دونك فاعرض له إذا دخل فدخل ابن الزبير وكان قد بلغه كلام معاوية وعمرو فجلس نصب عيني عمرو فتحدثوا ساعة ثم قال عمرو .
( وإني لنار ما يطاق اصطلاؤها ... لدي كلام معضل متفاقم ) .
فأطرق ابن الزبير ساعة ينكت في الأرض ثم رفع رأسه وقال