فلا أراك فخرت إلا بالغدر ولا مننت إلا بالفجور والغش وذكرت مشاهدك بصفين فوالله ما ثقلت علينا يومئذ وطأتك ولا نكتنا فيها حربك ولقد كشفت فيها عورتك وإن كنت فيها لطويل اللسان قصير السنان آخر الخيل إذا أقبلت وأولها إذا أدبرت لك يدان يد لا تبسطها إلى خير وأخرى لا تقبضها عن شر ولسان غرور ووجهان وجه موحش ووجه مؤنس ولعمري إن من باع دينه بدنيا غيره لحرى أن يطول حزنه على ما باع واشترى لك بيان وفيك خطل ولك رأى وفيك نكد ولك قدر وفيك حسد وأصغر عيب فيك أعظم عيب في غيرك .
110 - رد ابن العاص .
فأجابه عمرو بن العاص والله ما في قريش أثقل على مسألة ولا أمر جوابا منك ولو استطعت ألا أجيبك لفعلت غير أني لم أبع ديني من معاوية ولكن بعث الله نفسي ولم أنس نصيبي من الدنيا وأما ما أخذت من معاوية وأعطيته فإنه لا تعلم العوان الخمرة وأما ما أتي إلى معاوية في مصر فإن ذلك لم يغيرنى له وأما خفة وطأتى عليكم بصفين فلما استثقلتم حياتي واستبطأتم وفاتي وأما الجبن فقد علمت قريش أني أول من يبارز وآخر من ينازل وأما طول لساني فإني كما قال هشام بن الوليد لعثمان ابن عفان Bه