حذف 146 وسيما ورأى أن يستنطقه لينظر أين جنانه ولسانه من منظره فقال يا تميم إن كان لك عذر فأت به أو حجة فأدل بها فقال أما إذ قد أذن لى أمير المؤمنين فإنى أقول .
الحمد لله الذى أحسن كل شيء خلقه وبدأ خلق الإنسان من طين ثم جعل نسله من سلالة من ماء مهين جبر بك صدع الدين ولم بك شعث المسلمين وأوضح بك سبل الحق وأخمد بك شهاب الباطل يا أمير المؤمنين إن الذنوب تخرس الألسنة الفصيحة وتعيى الأفئدة الصحيحة ولقد عظمت الجريرة وانقطعت الحجة وكبر الذنب وساء الظن ولم يبق إلا عفوك أو انتقامك وأرجو أن يكون أقربهما منى وأسرعهما إلى أولاهما بامتنانك وأشبههما بخلافتك ثم أنشأ يقول .
( أرى الموت بين السيف والنطع كامنا ... يلاحظنى من حيثما أتلفت ) .
( وأكبر ظنى أنك اليوم قاتلى ... وأى امرىء مما قضى الله يفلت ) .
( ومن ذا الذى يدلى بعذر وحجة ... وسيف المنايا بين عينيه مصلت ) .
( يعز على الأوس بن تغلب موقف ... يسل على السيف فيه وأسكت ) .
( وما جزعى من أن أموت وإننى ... لأعلم أن الموت شيء موقت ) .
( ولكن خلفى صبية قد تركتهم ... وأكبادهم من حسرة تتفتت ) .
( كأنى أراهم حين أنعى إليهم ... وقد خمشوا تلك الوجوه وصوتوا ) .
( فإن عشت عاشوا خافضين بغبطة ... أذود الردى عنهم وإن مت موتوا ) .
( فكم قائل لا يبعد الله روحه ... واخر خذلان يسر ويشمت )