بيده اليسرى ولقد كانت تخرج من عنده له رقاع بعد قطع يده إلى ابنه أبى الحسين وقبل أن يضيق عليه ويذكر ابنه أنها كانت بخط جيد من خطه وأنه كان يكتب بيده اليسرى ويسند القلم على ساعد يده اليمنى فيكتب به ومن عجائبه انه تقلد الوزارة ثلاث دفعات لثلاثة من الخلفاء وسافر فى عمره ثلاث سفرات اثنتين فى النفى إلى شيراز وواحدة إلى الموصل ودفن بعد موته ثلاث مرات .
284 - ( مروءة ابن الفرات ) هو أبو الحسن على بن محمد بن موسى ابن الحسن بن الفرات استوزر للمقتدر ثلاث مرات وكان يضرب بمروءته المثل فمما يذكر منها أنه كان كلما تقلد الوزارة يزيد سعر القراطيس والشمع والثلج والخيش زيادة وافرة وكان ذلك متعارفا عند التجار وكانت فى داره حجرة شراب يوجه الناس من الكتاب والقواد غلمانهم من المواضع البعيدة ليأخذوا لهم منها ما يريدون من السكنجبين والجلاب والفقاع والثلج وغيرها .
وكان رسم داره أن يصحب كل من يخرج منها عند غروب الشمس شمعتين ولا يسترجعان من خدمه .
قال الصولى وحدثني جماعة من أهل داره أنه لما استوزر فى الكرة الثانية وخلع عليه وكان الزمان صيفا سقى الناس فى داره يوم ذلك وليلته أربعين ألف رطل من الثلج ولما قبض عليه بعد وزارته الأولى نظر فإذا هو بحرى على خمسة الآف من الناس أقل جارى أحدهم خمسة دراهم فى الشهر ونصف قفيز دقيق إلى عشرة أقفزة ومائة دينار وما بين ذلك ومن خبر عاقبه أمره فيما ذكر ثابت بن سنان أنه سلم فى دولتيه الأوليين جميعا فسلم الناس منه وشملهم إحسانه ولم يتعرض للنعم ولا للنفوس واجتمع الناس على محبته