الباب السبعون في ذكر القينات والأغاني .
حكى علي بن الجهم قال لما أفضت الخلافة إلى أمير المؤمنين المتوكل أهدى إليه عبد الله بن طاهر من خراسان جارية يقال لها محبوبة كانت قد نشأت بالطائف فبرعت في الجمال والأدب وأجادت قول الشعر وحذاقة الغناء فشغف بها أمير المؤمنين المتوكل حتى كانت لا تفارق مجلسه ساعة واحدة ثم أنه حصل منه عليها بعد ذلك جفاء فهجرها قال علي بن الجهم فبينما أنا نائم عنده ذات ليلة إذ أيقظني فقال يا علي قلت لبيك يا أمير المؤمنين قال قد رأيت الليلة في منامي كأني رضيت على محبوبة وصالحتها فقلت خيرا رأيت يا أمير المؤمنين أقر الله عينك إنما هي جاريتك والرضا والجفاء بيدك فوالله إنا لفي حديثها إذ جاءت وصيفة فقالت يا أمير المرمنين سمعت صوت عود من حجرة محبوبة فقال قم بنا يا علي ننظر ما تصنع فنهضنا حتى أيتنا حجرتها فإذا هي تضرب بالعود وتقول .
( أدور في القصر لا أرى أحدا ... أشكو إليه ولا يكلتمني ) .
( كأنني قد أتيت معصية ... ليس لها توبة تخلصني ) .
( فهل شفيع لنا إلى ملك ... قد زارني في الكرى وصالحني ) .
( حتى إذا ما الصباح لاح لنا ... عاد إلى هجره وصارمني ) قال فصاح أمير المؤمنين فلما سمعته تلقته وأكبت على رجليه تقبلهما فقال ما هذا ؟ قلت يا مولاي رأيت في منامي هذه الليلة