أبو دلامة فازددت حيرة فما رأيت أسلم لي من أن أهجو نفسي فقلت .
( ألا أبلغ لديك أبا دلامة ... فلست من الكرام ولا كرامه ) .
( جمعت دمامة وجمعت لؤما ... كذاك اللؤم تتبعه الدمامه ) .
( إذا لبس العمامة قلت قردا ... وخنزيرا إذا نزع العمامه ) .
فضحك القوم ولم يبق منهم أحدا إلا أجازه .
وقال ابن الأعرابي إن أهجى بيت قاله المحدثون قول محمد بن وهب في محمد بن هاشم .
( لم تند كفاك من بذل النوال كما ... لم يند سيفك مذ قلدته بدم ) .
وهجا بعضهم القمر فقال يهدم العمر ويوجب أجرة المنزل ويشجب الألوان ويقرض الكتان ويضل الساري ويعين السارق ويفضح العاشق .
ولابن منقذ في أبي طليب المصري وقد احترقت داره .
( أنظر إلى الأيام كيف تسوقنا ... قسرا إلى الأقدار بالأقدار ) .
( ما أوقد ابن طليب قط بداره ... نارا وكان خرابها بالنار ) .
وكان للوجيه بن صورة المصري دلال الكتب دار بمصر موصوفة بالحسن فاحترقت فقال فيها ابن المنجم .
( أقول وقد عاينت دار ابن صورة ... وللنار فيها وهجة تتضرم ) .
( فما هو إلا كافر طال عمره ... فجاءته لما استبطأته جهنم ) .
وقد أحسن الأديب كمال الدين علي بن محمد بن المبارك الشهير بابن الأعمى في ذم دار كان يسكنها حيث قال .
( دار سكنت بها أقل صفاتها ... أن تكثر الحشرات في جنباتها ) .
( الخير عنها نازح متباعد ... والشر دان من جميع جهاتها ) .
( من بعض ما فيها البعوض عدمته ... كم أعدم الاجفان طيب سناتها )