وقصد ابن عيينة قبيصة المهلبي واستماحه فلم يسمح له بشيء فانصرف مغضبا فوجه إليه داود بن يزيد بن حاتم فترضاه وأحسن إليه فقال في ذلك .
( داود محمود وأنت مذمم ... عجبا لذاك وأنتما من عود ) .
( ولرب عود قد يشق لمسجد ... نصفا وباقيه لحش يهودي ) .
( فالحش أنت له وذاك بمسجد ... كم بين موضع مسلح وسجود ) .
( هذا جزاؤك يا قبيص لأنه ... جادت يداه وأنت قبل حديد ) .
وله هجاء في خالد .
( أبوك لنا غيث يغيث بوبله ... وأنت جراد لست تبقي ولا تذر ) .
( له أثر في المكرمات يسرنا ... وأنت تعفي دائما ذلك الأثر ) .
وقال المبرد في حقه لم يجتمع لأحد من المحدثين في بيت واحد هجاء رجل ومدح أبيه إلا له .
ولما قعد حماد عجرد لتأديب ولد الأمين قال بشار بن برد .
( قل للأمين جزاك الله صالحه ... لا يجمع الله بين السخل والذيب ) .
( السخل يعلم أن الذئب آكله ... والذئب يعلم ما بالسخل من طيب ) .
وقال فيه أيضا .
( يا أبا الفضل لا تنم ... وقع الذئب في الغنم ) .
( إن حماد عجرد ... شيخ سوء قد اغتنم ) .
( بين فخديه حربة ... في غلاف من الأدم ) .
( إن رأى ثم غفلة ... يجمع الميم بالقلم ) .
فشاعت الأبيات فأمر الأمين باخراج حماد .
وقال رجل لأخيه لأبويه لأهجونك هجاء يدخل معك في قبرك قال كيف تهجوني وأبوك أبي وأمك أمي قال أقول