وخرج قوم لصيد فطردوا ضبعة حتى ألجؤها إلى خباء أعرابي فأجارها وجعل يطعمها ويسقيها فبينما هو نائم ذات يوم إذ وثبت عليه فبقرت بطنه وهربت فجاء ابن عمه يطلبه فوجده ملقى فتبعها حتى قتلها وأنشد يقول .
( ومن يصنع المعروف مع غير أهله ... يلاقي كما لاقى مجير أم عامر ) .
( اعد لها لما استجارت ببيته ... أحاليب البان اللقاح الدوائر ) .
( وأسمنها حتى إذا ما تمكنت ... فرته بانياب لها واظافر ) .
( فقل لذوي المعروف هذا جزاء من ... يجود بمعروف على غير شاكر ) .
وحكى بعضهم قال دخلت البادية فإذا أنا بعجوز بين يديها شاة مقتولة وإلى جانبها جرو ذئب فقالت أتدري ما هذا فقلت لا قالت هذا جرو ذئب أخذناه صغيرا وأدخلناه بيتنا وربيناه فلما كبر فعل بشاتي ما ترى وأنشدت .
( بقرت شويهتي وفجعت قومي ... وأنت لشاتنا ابن ربيب ) .
( غذيت بدرها ونشأت معها ... فمن أنباك أن اباك ذيب ) .
( إذا كان الطباع طباع سوء ... فلا أدب يفيد ولا اديب .
اللهم إنا نعوذ بك من البغي واهله ومن الغادر وفعله وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم .
الفصل الثاني .
في السرقة والسراق .
قيل مر عمر بن عبيد بجماعة وقوف فقال ما هذا قيل السلطان يقطع سارقا فقال لاإله إلا الله سارق العلانية يقطع سارق السر وأمر الإسكندر بصلب سارق فقال أيها الملك إني فعلت ما فعلت