وحكى ابن أبي ليلي قال انصرف الشعبي يوما من مجلس القضاء ونحن معه فمررنا بخادمة تغسل الثياب وهى تقول فتن الشعبي لما وأعادته ولم تعرف بقية البيت فلقنها الشعبي وقال رفع الطرف إليها ثم قال أبعده الله أما أنا فما قضيت إلا بالحق وأنشد بعضهم في أمين الحكم .
( تتماوتن إذا مشيت تخشعا ... حتى تصيب وديعة ليتيم ) .
الفصل الثاني .
في الرشوة والهدية على الحكم وما جاء في الديون .
أما الرشوة فقد روي عن النبي أنه قال لعن الله الراشي والمرتشي وقال عمر بن الخطاب Bه لا تولوا اليهود ولا النصارى فإنهم يقبلون الرشا ولا يحل في دين الله الرشا قال الشهيدي وأصحابنا اليوم أقبل للرشا منهم .
وفي نوابغ الحكم أن البراطيل تنصر الأباطيل وعن ابن مسعود Bه قال من شفع شفاعة ليرد بها حقا أو يدفع بها ظلما فأهدى له فقبل فذلك السحت فقيل له ما كنا نرى السحت إلا الأخذ على الحكم قال الأخذ على الحكم كفر وأنشد المبرد C تعالى .
( وكنت إذا خاصمت خصما كببته ... على الوجه حتى خاصمتني الدراهم ) .
( فلما تنازعنا الحكومة غلبت ... علي وقالت قم فأنك ظالم ) .
وأما الدين وما جاء فيه نعوذ بالله من غلبة الدين وقدر الرجال .
فقد رووي عن أبي أمامة Bه عن النبي أنه قال من تداين بدين وفي نفسه وفاؤه ثم مات تجاوز الله عنه وارضي غريمة بما شاء ومن تداين بدين وليس في نفسه وفاؤة ثم مات اقتص الله لغريمة منه يوم القيامة رواه الحاكم وروي عن علي بن أبي طالب Bه قال كان رسول الله إذا أتى له بجنازة لم يسأل عن شيء من