من أيام ملكي وقال الجاحظ ليس شيء ألذ ولا أسر من عز الأمر والنهي ومن الظفر بالأعداء ومن تقليد المن أعتاق الرجال لأن هذه الأمور تصيب الروح وحظ الذهن وقسمة النفس وقيل الملك خليفة الله في عباده ولن يستقيم أمر خلافته مع مخالفته وقال الحجاج سلطان تخافه الرعية خير من سلطان يخافها وقال أردشير لابنه يا بني الملك والدين أخوان لا غنى لأحدهما عن الآخر فالدين أس والملك حارس وما لم يكن له أس فمهدوم وما لم يكن له حارس فضائع قيل لما دنت وفاة هرمز وامرأته حامل عقد التاج على بطنها وأمر الوزراء بتدبير الملكة حتى يولد له ولد فتملك وأغار العرب على نواحي فارس في صباه فلما أدرك ركب وانتخب من أهل النجدة فرسانا وأغار على العرب فانتهكهم بالقتل ثم خلع أكتاف سبعين ألفا فقيل له ذو الأكتاف وأمر العرب حينئذ بأرخاء الشعور ولبس المصبغات وأن يسكنوا بيوت الشعر وأن لا يركبوا الخيل إلا عراة .
وقيل من أخلاق الملوك حب التفرد كان أردشير إذا وضع التاج على رأسه لم يضع أحد على رأسه قضيب ريحان وإذا لبس حلة لم ير أحد مثلها وإذا تختم بخاتم كان حراما على أهل المملكة أن يتختموا بمثله .
وكان سعيد بن العاص بمكة إذا أعتم لم يعتم أحد بمثل عمامته ما دامت على رأسه وكان الحجاج إذا وضع على رأسه عمامة لم يجترىء أحد من خلق الله أن يدخل عليه بمثلها وكان عبد الملك إذا لبس الخف الأصفر لم يلبس أحد مثله حتى ينزعه وأخبرني من سافر إلى اليمن أنه لا يأكل الأوز بها أحد غير الملك .
وقيل من حق الملك أن يفحص عن أسرار الرعية فحص المرضعة عن ابنها وكان أردشير متى متى شاء قال لأرفع أهل مملكته وأوضعهم