قدحا آخر فاحمر وجهها وضحكت فسقوها ثالثا فقالت خبروني عن نسائكم بالعراق أيشربن النبيذ قالوا نعم قالت زنين ورب الكعبة والله إن صدقتم ما فيكم من يعرف أباه .
وصلى اعرابي خلف إمام فقرأ ( إنا أرسلنا نوحا إلى قومه ) ثم وقف وجعل يرددها فقال الأعرابي أرسل غيره يرحمك الله وأرحنا وأرح نفسك .
وصلى آخر خلف إمام فقرأ ( فلن أبرح الأرض حتى يأذن لي أبي ) ووقف وجعل يرددها فقال الأعرابي يا فقيه إذا لم يأذن ذلك أبوك في هذا الليل نظل نحن وقوفا إلى الصباح ثم تركه وانصرف .
ولزم أعرابي سفيان بن عيينة مدة يسمع منه الحديث فلما أن جاء ليسافر قال له سفيان يا أعرابي ما أعجبك من حديثنا قال ثلاثة أحاديث حديث عائشة رضي الله تعالى عنها عن النبي أنه كان يحب الحلوى والعسل وحديثه E إذا وضع العشاء وحضرت الصلاة فابدأوا بالعشاء وحديث عائشة عنه ايضا ليس من البر الصوم في السفر وقيل لأعرابية ما صفة الإير عندكم قالت عصبة ينفخ فيها الشيطان فلا يرد أمرها وانفرد الرشيد وعيسى بن جعفر ومعه الفضل ين يحيى فإذا هو بشيخ من الأعراب على حمار وهو رطب العينين فقال له الفضل هل أدلك على دواء لعينيك قال ما أحوجني إلى ذلك قال خذ عيدان الهواء وغبار الماء فصيره في قش بيض الذر واكتحل به ينفعك فانحنى الشيخ وضرط ضرطة قوية وقال خذ هذه في لحيتك أجرة وصفتك وإن زدت زدناك فضحك الرشيد حتى استلقى على ظهر دابته وخرج معن بن زائدة في جماعة من خواصه للصيد فاعترضهم قطيع ظباء فتفرقوا في طلبه وانفرد معن خلف ظبي حتى انقطع عن أصحابه فلما ظفر به نزل فذبحه فرأى شيخا مقبلا من البرية على حمار فركب فرسه واستقبله فسلم عليه فقال من أين وإلى أين قال أتيت من أرض لها عشرون سنة مجدبة وقد أخصبت في هذه السنة فزرعتها مقثاة فطرحت في غير وقتها فجمعت منها ما استحسنته وقصدت به معن بن زائدة لكرمه المشكور وفضله المشهور ومعروفه المأثور واحسانه الموفور قال وكم أملت منه