قال ثعلب في فصيحه : تقول ذَرْذاً ودَعْه ولا تقول وَذَرته ولا ودَعته ولا واذرْ ولا وادع ولكن تارك وهو يَذَر ويَدَع .
وقال ابن مالك في التسهيل : استغني غالباً بتَرَك عن وَذَر وَوَدع وبالترك عن الوذر والودع وقال ابن دريد في الجمهرة : العرب لا تقول وَدَعته ولا ذرته في معنى تركته وإنما يقولون تركتُه ودَعه وذَرْه .
وذكر الأصمعي أنه سمع فصيحاً يقول : لم أذر ورائي شيئاً أي لم أترك وهذا شاذ عنده .
وقال ابن دَرَسْتَويه في شرح الفصيح : إَنما أهمل استعمال ودع ووذر لأن في أولهما واو وهو حرف مستثقل فاستغنى عنهما بما خلا منه و هو تَرك .
قال : واستعمال ما أهملوا من هذا جائز صواب وهو الأصل بل هو في القياس الوجه . وهو في الشعر أحسن منه في الكلام لقلة اعتياده لأن الشعر أيضاً أقل استعمالاً من الكلام .
قال في الجمهرة قالوا : تقَّ تقّاً ثم أميت هذا الفعل ورُدّ إلى بناء جعفر فقالوا : تَقْتَق وقالوا : تتقتق الرجل من الجبل إذا انحدر يهوي على غير طريق .
واستعمل ألهث ثم أميت وألحق بالرباعي في الهثهثة وهو اختلاط الأصوات في الحرب أو في صخب قال الراجز : [ - من الراجز - ] ( فهَثْهَثوا فَكثُرَ الهَثْهَاثُ ... ) .
واستعمل ألجع ثم أميت وألحق بالرباعي في جعجع والجعْجَعة : القعود على غير طمأنينته .
واستعمل ألقح ثم أميت وألحق بالرباعي فقيل : القُحْقُح وهو العظم المطيف بالدبر .
واستعمل ألكح ثم أميت وألحق بالرباعي فقيل : كُحْكُح وهي الناقة الهرمة التي لا تَحْبس لُعابَها