حججت مع أبي وأنا غلام وعلي جمة فلما قدمت مكة جئت عمر بن أبي ربيعة فسلمت عليه وجلست معه فجعل يمد الخصلة من شعري ثم يرسلها فترجع على ما كانت عليه ويقول واشباباه حتى فعل ذلك مرارا ثم قال لي يابن أخي قد سمعتني أقول في شعري قالت لي وقلت لها وكل مملوك لي حر إن كنت كشفت عن فرج حرام قط فقمت وأنا متشكك في يمينه فسألت عن رقيقه فقيل لي أما في الحوك فله سبعون عبدا سوى غيرهم .
أخبرني الحرمي بن أبي العلاء قال حدثنا الزبير بن بكار قال حدثتني ظبية مولاة فاطمة بنت عمر بن مصعب قالت مررت بجدك عبد الله بن مصعب وأنا داخلة منزله وهو بفنائه ومعي دفتر فقال ما هذا معك ودعاني فجئته وقلت شعر عمر بن أبي ربيعة فقال ويحك تدخلين على النساء بشعر عمر بن أبي ربيعة إن لشعره لموقعا من القلوب ومدخلا لطيفا لو كان شعر يسحر لكان هو فارجعي به قالت ففعلت .
قال إسحاق وأخبرني الهيثم بن عدي قال .
قدمت امرأة مكة وكانت من أجمل النساء فبينا عمر بن أبي ربيعة يطوف إذ نظر إليها فوقعت في قلبه فدنا منها فكلمها فلم تلتفت إليه فلما كان في الليلة الثانية جعل يطلبها حتى أصابها فقالت له إليك عني يا هذا فإنك في حرم الله وفي أيام عظيمة الحرمة فألح عليها يكلمها حتى خافت أن يشهرها فلما كان في الليلة الأخرى قالت لأخيها اخرج معي يا أخي فأرني المناسك فإني لست أعرفها فأقبلت وهو معها فلما رآها عمر أراد أن يعرض لها فنظر إلى أخيها معها فعدل عنها فتمثلت المرأة بقول النابعة