تلك الحال فلم يشعر بهم قابض حتى غشوه فلما رآهم طار على فرس .
وأقبل القوم إلى توبة وكان أول من تقدم غلام أمرد على فرسه عري يقال له يزيد بن رويبة بن سالم بن كعب بن عوف بن عامر بن عقيل ثم تلاه ابن عمه عبد الله بن سالم ثم تتابعوا .
فلما سمع توبة وقع الخيل نهض وهو وسنان فلبس درعه على سيفه ثم صوت بفرسه الخوصاء فأتته فلما أراد أن يركبها أهوت ترمحه ثلاث مرات فلما رأى ذلك لطم وجهها فأدبرت وحال القوم بينه وبينها .
فأخذ رمحه وشد على يزيد بن رويبة فطعنه فأنفذ فخذيه جميعا .
وشد على توبة ابن عم الغلام عبد الله بن سالم فطعنه فقتله وقطعوا رجل عبد الله .
فلما رجع عبد الله بعد ذلك الى قومه لاموه وقالوا له فررت عن أخيك فقال عبد الله بن الحمير في ذلك .
قال أبو عبيدة وحدثني أيضا مزرع بن عبد الله بن همام بن مطرف بن الأعلم قال .
كان أهل دار من بني جشم بن بكر بن هوازن يقال لهم بنو الشريد حلفاء لبني عداد بن خفاجة في الإسلام فكان بينهم وبين خميس بن ربيعة رهط قومه قتال على ماءة تدعى الحليفة وعامتها لجد بن همام .
قال وشهد عبد الله بن الحمير ذلك وهو أعرج عرج يوم قتل توبة فلم يغن كثير غناء .
فقالت بنو عقيل لو توبة تلقاهم لبلوا منه بغير أفوق ناصل .
فقال عبد الله بن الحمير يعتذر إليهم