( فمثلُ تأيُّم منه نكاحٌ ... ومثلُ تَمَوُّلٍ منه افتِقَارُ ) فاختارت وردا فتزوجته على كره منها .
وأخبرني أحمد بن عبد العزيز وحبيب بن نصر قالا حدثنا عمر بن شبة قال ذكر الهيثم بن عدي عن عثمان بن عمارة بن حريم المري قال خرجت إلى أرض بني عامر لألقى المجنون فدللت عليه وعلى محلته فلقيت أباه شيخا كبيرا وحوله إخوة للمجنون مع أبيهم رجالا فسألتهم عنه فبكوه وقال الشيخ أما والله لهو كان آثر عندي من هؤلاء جميعا وإنه عشق امرأة من قومه والله ما كانت تطمع في مثله فلما فشا أمره وأمرها كره أبوها أن يزوجه إياها بعد ما ظهر من أمرهما فزوجها غيره وكان أول ما كلف بها يجلس إليها في نفر من قومها فيتحدثون كما يتحدث الفتيان وكان أجملهم وأظرفهم وأرواهم لأشعار العرب فيفيضون في الحديث فيكون أحسنهم فيه إفاضة فتعرض عنه وتقبل على غيره وقد وقع له في قلبها مثل ما وقع لها في قلبه فظنت به ما هو عليه من حبها فأقبلت عليه يوما وقد خلت فقالت .
صوت .
( كِلانا مُظهِرٌ للناس بغضاً ... وكلٌّ عند صاحبه مَكِينُ ) .
( وأسرارُ الَملاَحِظِ ليس تَخْفَى ... إذا نَطَقتْ بما تُخْفِي العيونُ ) .
غنت في الأول عريب خفيف رمل وقيل إن هذا الغناء لشارية والبيت