( وإنْ جِئتَ عَذَّبتَني ... بأَنّك لا تَسْمح ) .
( فأصحبتُ ما بين ذَيْنِ ... لي كبد تُجْرَحُ ) .
( على ذاك يا سيِّدي ... دُنُوُّك لي أصلَحُ ) .
ثم قال غنوا فيه فجعلوا يفكرون فقال المعتز لسليمان بن القصار الطنبوري ويلك ألحان الطنبور أملح وأخف فغن فيه أنت فغنى فيه لحنا فدفع إليه دنانير الخريطة وهي مائة دينار مكية ومائتان مكتوب على كل دينار منها ضرب هذا الدينار بالجوسق بخريطة أمير المؤمنين المعتز بالله ثم دعا بالخلع والجوائز لسائر الناس فكان ذبلك المجلس من أحسن المجالس .
لحن سليمان بن القصار في هذه الأبيات رمل مطلق .
حدثني الصولي قال حدثني محمد بن عبد السميع الهاشمي قال حدثني أبي قال لما قتل بغا دخلنا فهنأنا المعتز بالظفر فاصطبح ومعه يونس بن بغا وما رأينا قط وجهين اجتمعا أحسن من وجهيهما فما مضت ثلاث ساعات حتى سكر ثم خرج علينا المعتز فقال .
( ما إنْ تَرَى مَنْظَراً إن شئتَه حسناً ... إلاّ صَريعاً يُهَادَى بين سُكْرَينِ ) .
( سُكْرِ الشراب وسكرٍ من هَوَى رَشَأٍ ... تخاله والذي يَهْواهُ عُصْنَين )