قال يعقوب وقال غير أبي عبيدة إن كعب بن جعيل كان شاعر تغلب وكان لا يأتي منهم قوماً إلا أكرموه وضربوا له قبة حتى إنه كان تمد له حبال بين وتدين فتملأ له غنماً فأتى في مالك بن جشم ففعلوا ذلك به فجاء الأخطل وهو غلام فأخرج الغنم وطردها فسبه عتبة ورد الغنم إلى مواضعها فعاد وأخرجها وكعب ينظر إليه فقال إن غلامكم هذا الأخطل والأخطل السفيه فغلب عليه ولج الهجاء بينهما فقال الأخطل فيه .
( سُمِّيتَ كعباً بشرّ العظام ... وكان أبوك يُسَمَّى الجُعَلْ ) .
( وإنّ مَحَلَّك من وائلٍ ... محلُّ القُرَاد من است الجمل ) .
فقال كعب قد كنت أقول لا يقهرني إلا رجل له ذكر ونبأ ولقد أعددت هذين البيتين لأن أهجى بهما منذ كذا وكذا فغلب عليهما هذا الغلام .
وقال هارون بن الزيات حدثني قبيصة بن معاوية المهلبي قال حدثني عيسى بن إسماعيل قال حدثني القحذمي قال .
وقع بين ابني جعيل وأمهما ذرء من كلام فأدخلوا الأخطل بينهم فقال الأخطل .
( لَعَمْرُك إنني وابْنَيْ جُعَيْلٍ ... وأُمَّهما لإستارٌ لئيمُ ) .
فقال ابن جعيل يا غلام إن هذا لخطل من رأيك ولولا أن أمي سمية