( أين أخلاقُك الرضيّة حالت ... فيّ أم أين رِقّة الكُتّاب ) .
( أنا في ذّمة السَّحَاب وأظما ... إنّ هذا لوصمةٌ في السّحاب ) .
( قمْ إلى سيِّد البريّة عنّي ... قومةً تَسْتَجِرُّ حسنَ خطاب ) .
( فلعلَّ الإِلهَ يُطفىء عنّي ... بك ناراً عليّ ذاتَ الْتِهابِ ) قال فلم يزل عمرو يلطف للمأمون حتى أوصله إليه وأدر أرزاقه .
حدثني الصولي قال حدثني عون بن محمد قال حدثني الحسين بن الضحاك قال غضب المعتصم علي في شيء جرى على النبيذ فقال والله لأؤدِّبَنّه وحجبني أياما فكتبت إليه .
( غَضَبُ الإِمام أشدُّ من أدَبِهْ ... وقد استجرْتُ وعُذْتُ من غَضَبِهْ ) .
( أصبحتُ معتصِماً بمعتصِمٍ ... أَثْنَى الإِلهُ عليه في كُتُبه ) .
( لا والذي لم يُبْقِ لي سبباً ... أرجو النجاةَ به سوى سببه ) .
( مالي شفيعٌ غيرُ حُرْمتِه ... ولكلِّ من أَشْفَى على عَطَبه ) قال فلما قرىء عليه التفت إلى الواثق ثم قال بمثل هذا الكلام يستعطف الكرام ما هو إلا أن سمعت أبيات حسين هذه حتى أزالت ما في نفسي عليه فقال له الواثق هو حقيق بأن يوهب له ذنبه ويتجاوز عنه فرضي عني وأمر بإحضاري .
قال الصولي فحدثني الحسين بن يحيى أن هذه الأبيات إنما كتب بها إلى المعتصم لأنه بلغه عنه أنه مدح العباس بن المأمون وتمنى له