قال حماد الراوية أرسل الوليد بن يزيد إلي بمائتي دينار وأمر يوسف بن عمر بحملي إليه على البريد .
قال فقلت لا يسألني إلا عن طرفيه قريش وثقيف فنظرت في كتابي قريش وثقيف .
فلما قدمت عليه سألني عن أشعار بلي فأنشدته منها ما استحسنه ثم قال أنشدني في الشراب وعنده وجوه من أهل الشام فأنشدته .
( إِصْبَحِ القومَ قهوةً ... في أباريق تُحتذَى ) .
( من كُميتٍ مُدامةٍ ... حَبّذا تلك حبذا ) .
( يترك الأُذْنَ شربُها ... أرْجُواناً بها خُذا ) .
فقال أعدها فأعدتها فقال لخدمه خذوا آذان القوم فأتينا بالشراب فسقينا حتى ما درينا متى نقلنا قال ثم حملنا وطرحنا في دار الضيفان فما أيقظنا إلا حر الشمس .
وجعل شيخ من أهل الشأم يشتمني ويقول فعل الله بك وفعل أنت الذي صنعت بنا هذا .
أخبرني هاشم بن محمد الخزاعي قال حدثنا أبو غسان دماذ قال حدثني أبو عبيدة قال حدثني يحيى بن صبيرة بن الطرماح بن حكيم عن أبيه عن جده الطرماح قال أنشدت حمادا الراوية في مسجد الكوفة وكان أذكى الناس وأحفظهم قولي .
( بانَ الخليطُ بسُحْرةٍ فتبدَّدُوا ... ) .
وهي ستون بيتا فسكت ساعة ولا أدري ما يريد ثم أقبل علي فقال أهذه لك