برأيك أجود لأن ميلي إلى صانعة الصوت ربما حسن عندي ما ليس بالحسن وإنما يتم سروري به بعد سماعك إياه واستحسانك له على الحقيقة فمضيت فوجدت ستارة منصوبة وأمرا قد تقدم فيه قبلي فجلست فسلمت على الجارية وقلت لها تغنيني الصوت الذي ذكره لي الوزير أعزه الله فقالت إن الوزير قال لي إن استجاده فعرفيني ليتم سروري به وإلا فاطو الخبر عني لئلا تزول رتبته عندي فقلت هاتيه حتى أسمعه فغنت تقول .
( نفسي أكنتُ عليكِ مدَّعياً ... أم حين أَزْمَعَ بينُهم خُنْتِ ) .
( إن كنتِ هائمةً بذكرهُم ... فعلى فراقهمُ ألا حُمْت ) .
قال فأحسنت والله وما قصرت فاستعدته لأطلب فيه موضعا لأصلحه فيكون لي فيه معنى فما وجدت قلت أحسنت والله يا بنية ما شئت ثم عدت إلى يحيى فحلفت له بأيمان رضيها أن كثيرا من حذاق المغنين لا يحسنون أن يصنعوا مثله ولقد استعدته لأرى فيه موضعا يكون لي فيه عمل فما وجدت فقال وصفك لها من أجله يقوم مقام تعليمك إياها فقد والله سررتني وسأسرك فلما انصرفت أتبعني بخمسين ألف درهم .
حدثني عمي وابن المرزبان قالا حدثنا ابن أبي سعد قال حدثني محمد بن عبد الله السلمي قال حدثني عمر بن شبة قال حدثني إسحاق ولم يقل عن أبيه قال .
والله إني لفي منزلي ذات يوم وأنا مفكر في الركوب مرة وفي القعود مرة إذا غلامي قد دخل ومعه خادم الرشيد يأمرني بالحضور من وقتي فركبت وصرت إليه فقال لي اجلس يا إبراهيم حتى أريك عجبا فجلست فقال علي بالأعرابية وابنتها فأخرجت إلي أعرابية ومعها بنية لها عشر أو أرجح فقال يا إبراهيم إن هذه الصبية تقول الشعر فقلت