مذهبه أن البارئ جل جلاله عالم بالأشياء قبل كونها بخلاف ما يتوهم عليه .
ومما يدل على ذلك أيضا من مذهبه قوله في النواميس .
ما من شيء أعون على صلاح أمر كل واحد من الناس وأمر جماعتهم من أن يعلموا ويعتقدوا ثلاثة آراء ولا أضر من أن يجهلوها ويعتقدوا خلافها .
أحدها أن يعلموا أن للأشياء صانعا .
والثاني أن يعلموا أنه لا يغفل شيئا ولا يفوته شيء بل كل الأشياء تحت علمه وتحت عنايته وتدبيره .
والثالث أنه لا يرضيه ولا يقبل من أحد أن يخطئ خطيئه يتعمدها على أن يقيم بإزائها قربانا إليه فيغفر له بل إنما يقبل قربانه إذا عمل عملا صالحا .
ثم قال .
وهذه معان إنما معدنها وموضع تعلمها من علم الأمور الإلهية وهو يسمى باليونانية أثولوجيا