فتح الوصل ثم أطبق هجراً ... بصفير والقلب قلقل شجوه .
لان دهراً ثم اغتدى ذا انحراف ... وفشا السر مذ تكررت نحوه .
وأنشدني أيضاً لنفسه : .
يقول لي العذول ولم أطعه : ... تل فقد بدا للحب لحيه .
تخيل أنها شانت حبيبي ... وعندي أنها زين وحليه .
وأنشدني أيضاً لنفسه : .
شوقي لذاك المحيا الزاهر الزاهي ... شوق شديد وجسمي الواهن الواهي .
أسهرت طرفي ودلهت الفؤاد هوى ... فالطرف والقلب مني الساهر الساهي .
نهبت قلبي وتنهى أن يبوح بما ... يلقاه واشوقه للناهب الناهي .
بهرت كل مليح بالبهاء فما ... في النيرين شبيه الباهر الباهي .
لهجت بالحب لما أن لهوت به ... عن كل شيء وويح اللاهج اللاهي .
وأنشدني أيضاً لنفسه : .
راض حبيبي عارض قد بدا ... يا حسنه من عارض رائض .
وظن قوم أن قلبي سلا ... والأصل لا يعتد بالعارض .
أنشدني أيضاً لنفسه موشحةً : .
إن كان ليل داج وخاننا الإصباح ... فنورها الوهاج يغني عن المصباح .
سلافة تبدو ... كالكواكب الأزهر .
مزاجها شهد ... وعرفها عنبر .
يا حبذا الورد ... منها وإن أسكر .
قلبي بها قد هاج فما تراني صاح ... عن ذلك المنهاج وعن هوى يا صاح .
وبي رشا أهيف ... قد لج في بعدي .
بدر فلا يخسف ... منه سنا الخد .
بلحظه المرهف ... يسطو على الأسد .
كسطوة الحجاج في الناس والسفاح ... فما ترى من ناج من لحظه السفاح .
علل بالمسك ... قلبي رشا أحور .
منعم المسك ... ذو مبسم أعطر .
رياه كالمسك ... وريقه كوثر .
غصن على رجراج طاعت له الأرواح ... فحبذا الآراج إن هبت الأرواح .
مهلاً أبا القاسم ... على أبي حيان .
ما إن له عاصم ... من لحظك الفتان .
وهجرك الدائم ... قد طال بالهيمان .
فدمعه أمواج وسره قد لاح ... لكنه ما عاج ولا أطاع اللاح .
يا رب ذي بهتان ... يعذل في الراح .
وفي هوى الغزلان ... دافعت بالراح .
وقلت لا سلوان ... عن ذاك يا لاحي .
سبع الوجوه والتاج هي منية الأفراح ... فاخترلي يا زجاج قمصال وزوج أقداح .
وأنشدني من لفظه أيضاً لنفسه يعارض شمس الدين محمد بن العفيف التلمساني : .
عاذ لي في الأهيف الانس ... لو رآه كان قد عذرا .
رشا قد زانه الحور ... غصن من فوقه قمر .
قمر من سحبه الشعر ... ثغر في فيه أم درر .
جال بين الدر واللعس ... خمرة من ذاقها سكرا .
رجة بالردف أم كسل ... ريقة بالثغر أم عسل .
وردة بالخد أم خجل ... كحل بالعين أم كحل .
يا لها من أعين نعس ... جلبت لناظري سهرا .
مذ نأى عن مقلتي سني ... ما أذيقا لذة الوسن .
طالما ألقاه من شجني ... عجباً ضدان في بدني