وقال محمد بن خلف بن المرزبان : قال لي أبو العيناء : أتعرف في شعراء المحدثين رشيداً الرياحي ؟ قال : قلت : لا قال : بلى هو القائل فيّ : .
لنسبٌ لابن قاسمٍ مأثراتٌ ... فهو للخير صاحبٌ وقرين .
أحول العين والخلائق زينٌ ... لا احولالٌ بها ولا تلوين .
ليس للمرء شائناً حول العين إذا كان فعله لا يشين .
فقلت له : وكنت قبل العمى أحول ؟ من السقم إلى البلى ؟ فقال : هذا أطرف خبر تعرج به الملائكة إلى السماء اليوم وقال أيما اصلح من السقم إلى البلى ؟ أو حال العجوز لا وأخذها الله من القيادة إلى الزناء ؟ وقال الخطيب : مولد أبي العيناء بالأهواز ومنشأه بالبصرة وبها كتب الحديث وطلب الأدب وسمع من أبي عبيدة والأصمعي وأبي عاصم النبيل وأبي زيد الأنصاري وغيرهم وكان من أحفظ الناس وأفصحهم لساناً وأسرعهم جواباً وأحضرهم نادرة وانتقل من البصرة إلى بغداد وكتب عنه أهلها ولم يسند من الحديث إلا القليل والغالب على رواياته الأخبار والحكايات . وقال الدارقطني : ليس بالقوي في الحديث .
الحافظ البياني القرطبي محمد بن قاسم بن محمد بن سيار الأموي مولاهم القرطبي البياني أو عبد الله الحافظ .
كان عالماً بارعاً في علم الوثائق . توفي سنة سبع وعشرين وثلاث مائة الإمام أبو بكر ابن الأنباري محمد بن القاسم بن محمد بن بشار أبو بكر ابن الأنباري النحوي اللغوي العلامة .
ولد سنة إحدى وسبعين . قال أبو علي القالي تلميذه : كان يحفظ فيما قيل ثلاث مائة ألف بيت شعر شاهد في القرآن . وكان يملي من حفظه وما أملى من دفتر .
وكان زاهداً متواضعاً . حكى الدار قطني أنه حضره في مجلس يوم الجمعة فصحف اسماً فأعظمت أن أحمل عنه وهماً وهبته وعرفت مستمليه فلما حضرت الجمعة الثانية قال لمستمليه : عرف الجماعة أنا صحفنا الاسم الفلاني ونبهنا ذلك الشاب على الصواب .
وروي عنه أنه قال : احفظ ثلاثة عشر صندوقاً . قال التميمي : حدث أنه كان يحفظ عشرين ومائة تفسير بأسانيدها .
كان يتردد إلى أولاد الراضي بالله فسألته جارية عن تعبير رؤيا فقال : أنا حاقن ومضى فلما عاد من الغد عاد وقد صار عابراً مضى من يومه فدرس كتاب الكرماني .
كان إماماً في نحو الكوفيين وأملى كتاب غريب الحديث في خمس وأربعين ألف ورقة وله شرح الكافي في ألف ورقة وكتاب الأضداد ما رأيت أكبر منه في بابه والجاهليات في سبع مائة ورقة والمذكر والمؤنث وخلق الإنسان وخلق الفرس والأماثل والمقصور والممدود والهاءات في ألف ورقة المشكل رسالة رد فيها على ابن قتيبة والوقف والابتداء وكان يملي هو في ناحية في المسجد وأبوه في ناحية أخرى الزاهر أدب الكاتب لم يتم الواضح في النحو ونقض مسائل ابن شنبوذ الرد على من خالف مصحف عثمان كتاب اللامات وكتاب الآلفات شرح شعر زهير شرح شعر النابغة الجعدي وشرح شعر الأعشى وكتاب الأمالي .
توفي ليلة النحر سنة ثمان وعشرين وثلاث مائة .
الأمير الثقفي محمد بن القاسم بن محمد بن الحكم بن أبي عقيل الثقفي كان عاملاً للحجاج على السند وفتحها فلما وليها حبيب بن المهلب قدم على مقدمته عاملاً من السكاسك ورجلاً من عك فأخذا محمداً فحبساه فقال : .
أينسى بنو مروان سمعي وطاعتي ... وإني على منا فاتني لصبور .
فتحت لهم ما بين سابور بالقنا ... إلى الهند منهم زاحفٌ ومغير .
وما وطئت خيل السكاسك عسكري ... ولا كان من عكٍ علي أمير .
وما كنت للعبد المزوني تابعاً ... فيالك جداً بالكرام عثور .
ولو كنت أزمعت الفراق لقربت ... إلى إناثٌ للوغى وذكور .
فبلغ سليمان بن عبد الملك شعره فأطلقه بعد أن حبس بواسط .
وفيه يقول زياد الأعجم : .
قاد الجيوش لخمس عشرة حجةً ... ولداته عن ذاك في أشغال .
قعدت بهم أهواؤهم وسمت به ... همم الملوك وسورة الأبطال .
ويقول آخر : .
إن المنابر أصبحت مختالةً ... بمحمد بن القاسم بنت محمد .
قاد الجيوش لسبع عشرة حجةً ... يا قرب سورة سوددٍ من مولد .
وكان محمد بن القاسم من رجالات الدهر ضرب عنقه معوية بن يزيد بن المهلب وقيل أن صالح بن عبد الرحمن عذبه فمات