لها جفون وأعطاف عجبت لها ... بالسقم صحت وبالسكر الشديد صحت .
وروضة وجنات الورد قد خجلت ... فيها ضحى وعيون النرجس اتقحت .
تشاجر الطير في أشجارها سحراً ... ومالت القضب للتعنيق واصطلحت .
والقطر قد رش ثوب الدوح حين رأى ... مجامر الزهر من أذياله نفحت .
باكرتها وحمام الروض نافرة ... عن البروج بكف الصبح إذا وضحت .
ما بين عذران ماء مسها لبست ... ثوب الحباب حياء منه واتشحت .
تشعشعت في يد الساقي وقد مزجت ... كأنها بنصال الماء قد ذبحت .
يسعى بها أهيف خفت معاطفه ... لكن روادفه من ثقلها رجحت .
للحسن ماء ومرعى وفق وجنته ... ربيع عيني فيه كلما سرحت .
قالوا : تعشق سوى هذا فقلت لهم ... لي همة لدني قط ما طمحت .
في أحسن الناس أشعاري إذا نسبت ... وفي أجل ملوك الأرض قد مدحت .
قلت : وفي ترجمة صفي الدين عبد العزيز بن سرايا الحلي قصيدة على وزن هذه ذكرتها هناك وهذه أصنع . ولي أنا قصيدة في هذا الوزن وعلى هذا الروي أستحيي أن أذكرها بعد هذه ولكن فتنة الإنسان بكلامة أوجبت إيرادها وهي : من البسيط .
وفى لها الحسن طوعاً بالذي اقترحت ... فلو رأتها بدور التم لافتضحت .
كأنها البدر في ليل الذوائب قد ... تقلدت بالنجوم الزهر واتشحت .
صحت على سقم أجفانها وكذا ... أعطافه وهي سكرى بالشباب صحت .
تفري حشاي وتفنيها لواحظها ... ما ضر تلك الصفاح البيض لو صفحت .
مهاة حسن أداريها إذا نفرت ... عني وأعطفها بالعتب إن جمحت .
قد حار في وصف أغزالي العذول بها ... وقال كيف حلت في غادة ملحت .
بذلت في وصلها روحي فقد خسرت ... تجارة الحب في روحي وما ربحت .
ولي أمالي نفس طالما كذبت ... فيها ولو جنحت نحو الوفا نجحت .
زارت لتمنحني من وصلها منناً ... أهلاً بها وبما منت وما منحت .
أقسمت ما سجعت ورق الحمائم في ... روض على مثل عطفيها ولا صدحت .
وكلما اعتدلت بالميل قامتها ... رأيتها فوق حسن الغصن قد رجحت .
وما اكتسى خدها من لؤلؤ عرقاً ... لكنها وردة بالطل قد رشحت .
ورب ليل خفيف الغيم أنجمه ... أزاهر قد طفت في لجة طفحت .
يتلو الهلال الثريا في مطالعها ... كأنها شفة للكأس قد فتحت .
وللنسيم رسالات مرددة ... وحمرة البرق في فحم الدجا قدحت .
والزهر قد أوقت منه مجامره ... فكلما لفحت ريح الصبا نفحت .
وقال ابن النبيه : من الطويل .
خدمت بديوان المحبة ناظراً ... على غرة يا ليتني فيه عامل .
وحاسب فرط السقم جسمي فلم تكن ... توافيه إلا أعظم ومفاصل .
وقال ابن النبيه بيتاً أبدع فيه تقرأ كل كلمتين منه مقلوباً وهو : من الرمل .
لبق أقبل فيه هيف ... كل ما أملك إن غنى هبه .
وقال يمدح الأشرف موسى بزجل وهو : .
الزمان سعيد مواتى ... والحبيب حلو رشيق .
والربيع بساطو أخضر ... والشراب أصفر مروق .
والنسيم سحر تنفس ... عن عبير أو مسك أذفر .
والغصون بحال ندامى ... من سلاف الغيم تسكر .
والغدير يمد معصم ... ينجلي في نقش أخضر .
والهزار يعمل طرايق ... في الغنا مزموم ومطلق .
هات يا ساقي الحميا ... إن نجم الليل غرب .
من يكون البدر ساقيه ... كيف لا يشرب ويطرب .
أنت والأوتار والكاس ... للهموم دوا مجرب .
لا تخاف الصبح يهجم ... دع يجي ويركب أبلق