- تزوج خالد أم تميم امرأة خالد بن نويرة . ولما وصل الخبر إلى المدينة قال عمر لأبي بكر إن سيف خالد فيه رهق ( 1 ) وأكثر عليه في ذلك . فقال يا عمر : ( تأول فأخطأ فارفع لسانك عن خالد فإني لا أشيم ( 2 ) سيفا سله الله على الكافرين ) وودى مالكا ( 3 ) وكتب إلى خالد أن يقدم عليه ففعل ودخل المسجد وعليه قباء ( 4 ) وقد غرز في عمامته أسهما فقام عمر فنزعها وحطمها وقال له : قتلت امرأ مسلما ثم نزوت على امرأته ( 5 ) والله لأرجمنك بأحجارك وخالد لا يكلمه يظن أن رأي أبي بكر مثله ودخل على أبي بكر فأخبره الخبر واعتذر إليه فعذره وتجاوز عنه وعنفه في التزويج الذي كانت عليه العرب من كراهته أيام الحرب فخرج خالد وعمر جالس . فقال : هلم إلي يا ابن أم شملة فعرف عمر أن أبا بكر قد رضي عنه فلم يكلمه . وقدم أخوه متمم بن نويرة على أبي بكر يطالب بدم أخيه ويسأله أن يرد عليهم سبيهم فأمر أبو بكر برد السبي وودى مالكا من بيت المال . غير أن سير ويليام موير يقول في كتابه ( الخلافة ) طبعة 1924 صفحة 26 ( 6 ) إن أبا بكر أمر برد الأسرى لكنه رفض أن يدي مالكا من غير أن يشير إلى المصدر الذي استند إليه في الرفض وهذا يخالف ما جاء في تاريخ الطبري والكامل لابن الأثير وأسد الغابة . فقد ورد في هذه المراجع أن أبا بكر أمر برد السبي وودى مالكا . وقد كانت زوجة مالك بن نويرة غاية الجمال . وكان خالد بن الوليد يحبها فقتل زوجها مالكا ليتزوجها مع أنه أقر بالإسلام . وقال مالك عندما أمر خالد بقتله : ( إن هذه التي قتلتني ) يريد زوجته وهذا الذي استوجب غضب عمر على خالد . وكان يريد أن يرجمه باعتباره زانيا .
وفي زواج خالد بزوجة مالك بن نميرة يقول أبو نمير السعدي : .
ألا أقل لحي أوطئوا بالسنابك ... تطاول هذا الليل من بعد مالك .
قضى خالد بغيا عليه بعرسه ... وكان هوى فيها قبل ذلك .
فأمضى هواه خالد غير عاطف ... عنان الهوى عنها ولا متمالك .
فأصبح ذا أهل وأصبح مالك ... إلى غير أهل هالكا في الهوالك ( 7 ) ( 8 ) .
كان ممن شهد لمالك بالإسلام أبو قتادة الحارث بن ربعي أخو بني سلمة وقد كان عاهد الله أن لا يشهد مع خالد بن الوليد حربا أبدا بعدها وكان يحدث أنهم لما غشوا القوم راعوهم تحت الليل فأخذ القوم السلاح قال فقلنا إنا مسلمون . فقالوا ونحن مسلمون . قلنا فما بال السلاح معكم ؟ قالوا فما بال السلاح معكم ؟ قلنا فإن كنتم كما تقولون فضعوا السلاح . قال فوضعوها ثم صلينا وصلوا . وكان خالد يعتذر في قتله أنه كان يقول كذا وكذا . قال أو ما تعده لك صاحبا ؟ ثم قدمه وضرب عنقه وعنق أصحابه .
_________ .
( 1 ) الرهق : غشيان المحارم .
( 2 ) لا أشيم : لا أغمد سيفا .
( 3 ) دفع ديته ( المصحح ) .
( 4 ) قباء ثوب يلبس فوق الثياب وقيل يلبس فوق القميص ويتمنطق عليه ج أقبية .
( 5 ) نزا : وثب .
( 6 ) Muir 'Sir William' - The Caliphate ( 924 ) Page 26 .
( 7 ) راجع تاريخ أبي الفداء .
( 8 ) نستبعد صحة هذه الرواية . وليس كل ما ورد من الروايات في كتب التاريخ صحيحا . قال رسول الله A : الله الله في أصحابي لا تتخذوهم هدفا . . . أي اتقوا الله في أصحابي لا تؤذوهم . ونحن نميل إلى اختيار الروايات التي تنزه الصحابة جميعا Bهم وغفر لهم . ( المنقح )