الكعبة فإذا هو بسالم بن عبدالله فقال له سالم سلني حاجة فقال إني لأستحي من الله أن أسأل في بيته غيره فلما خرج سالم خرج هشام في أثره فقال له الآن قد خرجت من بيت الله فسلني حاجة فقال سالم من حوائج الدنيا أم من حوائج الآخرة قال من حوائج الدنيا فقال سالم إني ما سألت الدنيا من يملكها فكيف أسألها من لا يملكها وكان سالم خشن العيش يلبس الصوف الخشن وكان يعالج بيده أرضا له وغيرها من الأعمال ولا يقبل من الخلفاء وكان متواضعا وكان شديد الأدمة وله من الزهد والروع شيء كثير .
وطاوس بن كيسان اليماني من أكبر أصحاب ابن عباس وقد ترجمناهم في كتابنا التكميل ولله الحمد انتهى وقد زدنا هنا في ترجمة سالم بن عبد الله بن عمر بن الخطاب زيادة حسنة فأما طاوس فهو أبو عبد الرحمن طاوس بن كيسان اليماني فهو أول طبقة أهل اليمن من التابعين وهو من أبناء الفرس الذين أرسلهم كسرى إلى اليمن .
أدرك طاوس جماعة من الصحابة وروى عنهم وكان أحد الأئمة الأعلام قد جمع العبادة والزهادة والعلم النافع والعمل الصالح وقد أدرك خمسين من الصحابة وأكثر روايته عن ابن عباس وروى عنه خلق من التابعين وأعلامهم منهم مجاهد وعطاء وعمرو بن دينار وإبراهيم ابن ميسرة وأبو الزبير ومحمد بن المنكدر والزهري وحبيب بن أبي ثابت وليث بن أبي سليم والضحاك بن مزاحم وعبد الملك بن ميسرة وعبد الكريم بن المخارق ووهب بن منبه والمغيرة ابن حكيم الصنعاني وعبد الله بن طاوس وغير هؤلاء .
توفي طاوس بمكة حاجا وصلى عليه الخليفة هشام بن عبد الملك ودفن بها C تعالى قال الإمام أحمد حدثنا عبد الرزاق قال قال أبي مات طاوس بمكة فلم يصلوا عليه حتى بعث هشام ابنه بالحرس قال فلقد رأيت عبدالله بن الحسن واضعا السرير على كاهله قال ولقد سقطت قلنسوة كانت عليه ومزق رداؤه من خلفه يعني من كثرة الزحام فكيف لا وقد قال النبي ( ص ) الإيمان يمان وقد خرج من اليمن خلق من هؤلاء المشار إليهم في هذا وغيره منهم أبو مسلم وأبو إدريس ووهب وكعب وطاوس وغير هؤلاء كثير وروى ضمرة عن ابن شوذب قال شهدت جنازة طاوس بمكة سنة خمس ومائة فجعلوا يقولون رحم الله أبا عبد الرحمن حج أربعين حجة .
وقال عبد الرزاق حدثنا أبي قال توفي طاوس بالمزدلفة أو بمنى حاجا فلما حمل أخذ عبد الله بن الحسن بن علي بقائمة سريره فما زايله حتى بلغ القبر وقال الإمام أحمد حدثنا عبد الرزاق