الله وأمره فإن استطعت أن تلقاهم يوم القيامة وهم محبوسون مرتهنون بما عليهم وأنت غير محبوس ولا مرتهن بشيء فافعل واستعن بالله ولا قوة إلا بالله سبحانه ... وما ملك عما قليل بسالم ... * ولو كثرت أحراسة ومواكبه ... ومن كان ذا باب شديد وحاجب ... * فعما قليل يهجر الباب حاجبه ... وما كان غير الموت حتى تفرقت ... * إلى غيره أعوانه وحبائبه ... فأصبح مسرورا به كل حاسد ... * وأسلمه أصحابه وحبائبه ... .
وقيل إن هذه الأبيات لغيره وقال ابن أبي الدنيا في كتاب الاخلاص حدثنا عاصم بن عامر حدثنا أبي عن عبد ربه بن أبي هلال عن ميمون بن مهران قال تكلم عمر بن عبد العزيز ذات يوم وعنده رهط من إخوانه ففتح له منطق وموعظة حسنة فنظر إلى رجل من جلسائه وقد ذرفت عيناه بالدموع فلما رأى ذلك عمر قطع منطقه فقلت له يا أمير المؤمنين امض في موعظتك فإني أرجو أن يمن الله به على من سمعه أو بلغه فقال إليك عني يا أبا أيوب فإن في القول على الناس فتنة لا يخلص من شرها متكلم عليهم والفعال أولى بالمؤمن من المقال وروى ابن أبي الدنيا عنه أنه قال استعملنا أقواما كنا نرى أنهم أبرار أخيار فلما استعملناهم إذا هم يعملون أعمال الفجار قاتلهم الله أما كانوا يمشون على القبور وروى عبد الرزاق قال سمعت معمرا يذكر قال كتب عمر بن عبد العزيز إلى عدي بن أرطاة وبلغه عنه بعض ما يكره أما بعد فإنه غرني بك مجالستك القراء وعمامتك السوداء وإرسالك إياها من وراء ظهرك وإنك أحسنت العلانية فأحسنا بك الظن وقد أطلعنا الله على كثير مما تعملون .
وروى الطبراني والدارقطني وغير واحد من أهل العلم بأسانيدهم إلى عمر بن عبد العزيز أنه كتب إلى عامل له أما بعد فإني أوصيك بتقوى الله واتباع سنة رسوله والاقتصاد في أمره وترك ما أحدث المحدثون بعده ممن قد حارب سنته وكفوا مؤنته ثم أعلم أنه لم تكن بدعة إلا وقد مضى قبلها ما هو دليل على بطلانها أو قال دليل عليها فعليك لزوم السنة فإنه إنما سنها من قد علم ما في خلافها من الزيغ والزلل والحمق والخطأ والتعمق ولهم كانوا على كشف الأمور أقوى وعلى العمل الشديد اشد وإنما كان عملهم على الأسدن ولو كان فيما تحملون أنفسكم فضل لكانوا فيه أحرى وإليه أجرى لأنهم السابقون إلى كل خير فإن قلت قد حدث بعدهم خير فاعلم أنه إنما أحدثه من قد اتبع غير سبيل المؤمنين وحاد عن طريقهم ورغبت نفسه عنهم ولقد تكلموا منه ما يكفي ووصفوا منه ما يشفي فأين لا أين فمن دونهم مقصر ومن فوقهم غير محسن ولقد