قال ولو أعلم أنهم على هذه النية لسرت معك إلى يزيد فقبل منه الحسين ثم تقدم بين يدى أصحاب الحسين فخاطب عمر بن سعد فقال ويحكم ألا تقبلون من ابن بنت رسول الله ص ما يعرض عليكم من الخصال الثلاث واحدة منها فقال لو كان ذلك إلى قبلت .
قال وخرج من أصحاب الحسين زهير بن القين على فرس له شاك فى السلاح فقال يا أهل الكوفة نذار لكم من عذاب الله نذار إن حقا على المسلم نصيحة أخيه المسلم ونحن حتى الآن أخوة وعلى دين واحد وملة واحدة ما لم يقع بيننا وبينكم السيف فاذا وقع السيف انقطعت العصمة وكنا أمة وأنتم أمة إن الله قد ابتلانا وإياكم بذرية نبيه لينظر ما نحن وأنتم عاملون إنا ندعوكم إلى نصره وخذلان الطاغية ابن الطاغية عبيد الله بن زياد فأنكم لم تدركوا منهما إلا سوء عموم سلطانها يسملان أعينكم ويقطعان أيديكم وأرجلكم ويمثلان بكم ويقتلان أماثلكم وقراءكم أمثال حجر بن عدى وأصحابه وهانىء بن عروة وأشباهه قال فسبوه وأثنوا على ابن زياد ودعوا له وقالوا لا ننزع حتى نقتل صاحبك ومن معه فقال لهم إن ولد فاطمة أحق بالود والنصر من ابن سمية فان أنتم لم تنصروهم فأعيذكم بالله أن تقتلوهم خلوا بين هذا الرجل وبين ابن عمه يزيد بن معاوية نذهب حيث شاء فلعمرى إن يزيد ليرضى من طاعتكم بدون قتل الحسين قال فرماه شمر بن ذى الجوشن بسهم وقال له اسكت اسكت الله نامتك أبرمتنا بكثرة كلامك فقال له زهير يا ابن البوال على عقبية إياك أخاطب إنما أنت بهيمة والله ما أظنك تحكم من كتاب الله آيتين فابشر بالخزى يوم القيامة والعذاب الأليم فقال له شمر إن الله قاتلك وصاحبك بعد ساعة فقال له زهير أبالموت تخوفنى فوالله للموت معه أحب إلى من الخلود معكم ثم إن زهيرا أقبل على الناس رافعا صوته يقول عباد الله لا يغرنكم عن دينكم هذا الجلف الجافى وأشباهه فوالله لا ينال شفاعة محمد ص قوم أهرقوا دماء ذريته وقتلوا من نصرهم وذب عن حريمهم .
وقال الحر بن يزيد لعمر بن سعد أصلحك الله أمقاتل أنت هذا الرجل قال إى والله قتالا أيسره أن تسقط الرؤس وتطيح الأيدى وكان الحر من أشجع أهل الكوفة فلامه بعض أصحابه على الذهاب إلى الحسين فقال له والله إنى أخير نفسى بين الجنة والنار ووالله لا أختار على الجنة غيرها ولو قطعت وحرقت ثم ضرب فرسه فلحق بالحسين فاعتذر إليه بما تقدم ثم قال يا أهل الكوفة لامكم الهبل أدعوتم الحسين إليكم حتى إذا أتاكم أسلمتموه رغم أنكم قاتلوا أنفسكم دونه ثم عدوتم عليه لتقتلوه ومنعتموه التوجه فى بلاد الله العريضة الوسيعة التى لا يمنع فيها الكلب والخنزير وحلتم بينه وبين الماء الفرات الجارى الذى يشرب منه الكلب والخنزير وقد صرعهم