يفد من عند أبي عامر الراهب ومجمع لمن هو على طريقتهم من المنافقين ولهذا قال تعالى وإرصادا لمن حارب الله ورسوله من قبل ثم قال وليحلفن أي الذين بنوه إن أردنا إلا الحسنى أي غنما أردنا ببنائه الخير قال الله تعالى والله يشهد إنهم لكاذبون ثم قال الله تعالى الى رسوله لا تقم فيه أبدا فنهاه عن القيام فيه لئلا يقرر أمره ثم امره وحثه على القيام في المسجد الذي أسس على التقوى من أول يوم وهو مسجد قباء لما دل عليه السياق والاحاديث الواردة في الثناء على تطهير أهله مشيرة اليه وما ثبت في صحيح مسلم من أنه مسجد رسول الله A لا ينافي ما تقدم لانه إذا كان مسجد قباء أسس على التقوى من أول يوم فمسجد الرسول أولى بذلك وأحرى وأثبت في الفضل منه وأقوى وقد أشبعنا القول في ذلك في التفسير ولله الحمد والمقصود أن رسول الله A لما نزل بذي اوان دعا مالك بن الدخشم ومعن بن عدي أو أخاه عاصم بن عدي Bهما فامرهما أن يذهبا إلى هذا المسجد الظالم أهله فيحرقاه بالنار فذهبا فحرقاه بالنار وتفرق عنه أهله .
قال ابن اسحاق وكان الذين بنوه اثنى عشر رجلا وهم خذام بن خالد وفي جنب داره كان بناء هذا المسجد وثعلبة بن حاطب ومعتب بن قشير وأبو حبيبة بن الأزعر وعباد بن حنيف أخو سهل بن حنيف وجارية بن عامر وابناه مجمع وزيد ونبتل بن الحارث وبخرج وهو الى بني ضبيعة وبجاد بن عثمان وهو من بني ضبيعة ووديعة بن ثابت وهو الى بني أمية .
قلت وفي غزوة تبوك هذه صلى رسول الله A خلف عبد الرحمن بن عوف صلاة الفجر أدرك معه الركعة الثانية منها وذلم أن رسول الله A ذهب يتوضأ ومعه المغيرة بن شعبة فابطأ على الناس فأقيمت الصلاة فتقدم عبد الرحمن بن عوف فلما سلم الناس أعظموا ما وقع فقال لهم رسول الله A أحسنتم وأصبتم وذلك فيما رواه البخاري C قائلا حدثنا وقال البخاري حدثنا أحمد بن محمد حدثنا عبد الله بن المبارك أخبرنا حميد الطويل عن أنس بن مالك أن رسول الله A رجع من غزوة تبوك فدنا من المدينة فقال إن بالمدينة أقواما ما سرتم مسيرا ولا قطعتم واديا إلا كانوا معكم فقالوا يا رسول الله وهم بالمدينة قال وهم بالمدينة حبسهم العذر تفرد به من هذا الوجه قال البخاري حدثنا خالد بن مخلد حدثنا سليمان حدثني عمرو بن يحيى عن العباس بن سهل بن سعد عن ابي حميد قال أقبلنا مع رسول الله A من غزوة تبوك حتى إذا اشرفنا على المدينة قال هذه طابة وهذا أحد جبل يحبنا ونحبه ورواه مسلم من حديث سليمان بن بلال به نحوه قال البخاري حدثنا عبد الله بن محمد حدثنا سفيان عن الزهري عن السائب بن يزيد قال اذكر أني خرجت مع الصبيان نتلقى رسول الله A الى ثنية الوداع مقدمه من غزوة تبوك ورواه أبو داود والترمذي من حديث سفيان بن عيينة به وقال الترمذي حسن صحيح وقال البيهقي