لأنا عبدنا الله لم نرجو غيره ... رجاء الجنان إذ أتانا زعيمها ... نبي له في قومه إرث عزة ... وأعراق صدق هذبتها أرومها ... فساروا وسرنا فالتقينا كأننا ... أسود لقاء لا يرجى كليمها ... ضربناهم حتى هوى في مكرنا ... لمنخر سوء من لؤي عظيمها ... فولوا ودسناهم ببيض صوارم ... سواء علينا حلفها وصميمها ... .
وقال كعب أيضا ... لعمر أبيكما يا ابني لؤي ... على زهو لديكم وانتخاء ... لما حامت فوارسكم ببدر ... ولا صبروا به عند اللقاء ... وردناه ونور الله يجلو ... دجى الظلماء عنا والغطاء ... رسول الله يقدمنا بأمر ... من أمر الله احكم بالقضاء ... فما ظفرت فوارسكم ببدر ... وما رجعوا رجعوا اليكم بالسواء ... فلا تعجل أبا سفيان وارقب ... جياد الخيل تطلع من كداء ... بنصر الله روح القدس فيها ... وميكال فياطيب الملاء ... .
وقال حسان بن ثابت قال ابن هشام ويقال هي لعبد الله بن الحارث السهمي ... مستشعري حلق الماذي يقدمهم ... جلد النحيزة ماض غير رعديد ... أعني رسول إله الخلق فضله ... على البرية بالتقوى وبالجود ... وقد زعمتم بأن تحموا ذماركم ... وماء بدر زعمتم غير مورود ... مستعصمين بحبل غير منجذم ... مستحكم من حبال الله ممدود ... فينا الرسول وفينا الحق نتبعه ... حتى الممات ونصر غير محدود ... واف وماض شهاب يستضاء به ... بدر انار على كل الأماجيد ... .
وقال حسان بن ثابت أيضا ... الا ليت شعري هل أتى أهل مكة ... إبادتنا الكفار في ساعة العسر ... قتلنا سراة القوم عند مجالنا ... فلم يرجعوا إلا بقاصمة الظهر ... قتلنا أبا جهل وعتبة قبله ... وشيبة يكبو لليدين وللنحر ... قتلنا سويدا ثم عتبة بعده ... وطعمة أيضا عند ثائرة القتر