@ 215 @ ( ^ ينظرون إلى الإبل كيف خلقت ( 17 ) وإلى السماء كيف رفعت ( 18 ) وإلى الجبال كيف نصبت ( 19 ) وإلى الأرض كيف سطحت ( 20 ) فذكر إنما أنت مذكر ( 21 ) لست عليهم بمسيطر ( 22 ) إلا من تولى وكفر ( 23 ) فيعذبه الله ) فلا يرى إلا بعيره الذي هو راكبه ، والسماء التي فوقه ، والأرض التي تحته ، والجبال التي هي نصب عينه . .
وقوله : ( ^ إلى الإبل كيف خلقت ) في الإبل من أعجوبة الخلق ما ليس في غيرها ؛ لأنها مع كبرها وعظمها تنقاد لكل واحد يقوده ، وأيضا فإنها تبرك ويحمل عليه الحمل الثقيل ، وتقوم من بروكها ، ولا يوجد هذا في غيره ، والطفل الصغير يقوده فينقاد ، وينخه فيستنخ . .
وفي بعض الحكايات أن فارة جرت بزمام بعير ، ودخلت جحرها ، فنزل البعير ، وجرت الفأرة الزمام ، فوضع فاها على الجحر . .
قوله تعالى : ( ^ وإلى السماء كيف رفعت وإلى الجبال كيف نصبت وإلى الأرض كيف سطحت ) أي : بسطت . .
وعن أبي عمرو بن العلاء : أن قوله : ( ^ إلى الإبل كيف خلقت ) أنها السحاب ، وهو قول شاذ ، ويجوز أن يحمل هذا على هذا إذا شدد ومد . .
وقرئ في الشاذ بالتشديد . .
وقال المبرد : قد قيل الإبل : القطع العظام من السحاب ، يقال : فلان يوبل على فلان أي : يكبر عليه ويعظم . .
قوله تعالى : ( ^ فذكر إنما أنت مذكر ) في التفسير : أنه عظة للمؤمن ، وحجة على الكافر ، ويقال : ذكر أي : اذكر دلائل توحيد الله تعالى ، وما أنعم عليه من النعمة . .
وقوله : ( ^ لست عليهم بمسيطر ) أي : بمسلط ، وقيل : إن هذا قبل آية السيف ، فأما بعد نزولها فقد سلط عليهم . .
وقوله : ( ^ إلا من تولى وكفر ) استثناء منقطع كأنه قال : لكن من تولى وكفر ( ^ فيعذبه الله العذاب الأكبر ) . .
وقوله : ( ^ إن إلينا إيابهم ) أي : رجوعهم ، يقال : آب يئوب إذا رجع ، قال الشاعر : .
( وكل ذي غيبة يئوب % وغائب الموت لا يؤوب )