البلد فجمعت صلحاء أهلها فوليتهم جباية فيئهم حتى إذا جمهوه وضعته مواضعه ولو نالك منه شيء لأتيتك به قال فما جئتنا بشيء قال لا قال جددوا لعمير عهدا قال إن ذلك شيء لا أعمله لك ولا لأحد بعدك والله ما سلمت بل لم أسلم لقد قلت لنصراني أخزاك الله فهذا ما عرضتني له يا عمر وإن أشقى أيامي يوم خلفت معك .
ثم استأذنه فأذن له فرجع إلى منزله وبينه وبين المدينة أميال فقال عمر حين انصرف عمير ما أراه إلا قد خاننا فبعث رجلا يقال له الحارث وأعطاه مائة دينار وقال انطلق إلى عمير حتى تنزل به كأنك ضيف فإن رأيت أثر شيء فأقبل وإن رأيت حالا شديدا فادفع إليه هذه المائة الدينار فانطلق الحارث فإذا هو بعمير جالس يفلي قميصه إلى جنب الحائط فقال له عمير أنزل رحمك الله فنزل ثم ساءله فقال من أين جئت فقال من المدينة فقال كيف تركت أمير المؤمنين فقال صالحا قال فكيف تركت المسلمين قال صالحين قال أليس يقيم الحدود قال بلى ضرب ابنا له على فاحشة فمات من ضربه فقال عمير اللهم أعن عمر فإني لا أعلمه إلا شديدا حبه لك