قال عبد الرحمن بن مهدي كنت أذكر صالحا المرى لسفيان فيقول القصص القصص كأنه يكرهه فكان إذا كانت له حاجة بكر فيها فبكر يوما وبكرت معه فجعلت طريقنا على مسجد صالح المرى فقلت يا أبا عبد الله ندخل فنصلى فى هذا المسجد فدخل فصلينا وكان يوم مجلس صالح فلما صلوا ازدحم الناس فبقينا لا نقدر أن نقوم وتكلم صالح فرأيت سفيان يبكى بكاء شديدا فلما فرغ وقام قلت له يا أبا عبد الله كيف رأيت هذا الرجل فقال ليس هذا بقاص هذا نذير قوم .
عفان بن مسلم قال كنا نأتى مجلس صالح المرى نحضره وهو يقص وكان إذا أخذ فى قصصه كأنه رجل مذعور يفزعك أمره من حزنه وكثرة بكائه كأنه ثكلى وكان شديد الخوف من الله كثير البكاء .
أحمد بن إسحاق الحضرمى قال سمعت صالحا المرى يقول للبكاء دواع الفكرة فى الذنوب فإن أجابت على تلك القلوب وإلانقلتها إلى الموقف وتلك الشدائد والأهوال فإن أجابت على ذلك وإلا فاعرض عليها التقلب فى أطباق النيران قال ثم صاح وغشى عليه وتصايح الناس من نوحى المسجد .
الأصمعى قال شهدت صالحا المرى عزى رجلا على ابنه فقال لئن كانت مصيبتك لم تحدث لك موعظه فى نفسك فمصيبتك