والعفو أقرب للتقوى وأبلغ في الكرم لقول الله تعالى وجزاء سيئة سيئة مثلها فمن عفا وأصلح فأجره على الله فإن نازعتك نفسك بالمكافأة فأفكر فيما سبق له لديك من الإحسان فعدها ثم أبدر له إحسانا بهذه السيئة ولاتبخسن باقي إحسانه السالف بهذه السيئة فإن ذلك الظلم بعينه يا يونس إذا كان لك صديق فشد يديك به فإن إتخاذ الصديق صعب ومفارقته سهل .
قال وسمعت الشافعي يقول يا يونس الإنقباض عن الناس مكسبة للعداوة والإنبساط إليهم مجلبة لقرناء السوء فكن بين المنقبض والمنبسط .
وعن أحمد بن الوزير قال ثنا محمد بن إدريس الشافعي قال قبول السعاية شر من السعاية لأن السعاية دلالة والقبول إجازة وليس من دل على شيء كمن قبل وأجاز .
قال وتنقص رجل محمد بن الحسن عند الشافعي فقال له مه لقد تلمظت بمضغة طالما لفظها الكرام .
وعن الربيع بن سليمان قال قال الشافعي إستعينوا على الكلام بالصمت وعلى الإستنباط بالفكر