وقال شداد بن أوس الموت أفظع هول في الدنيا والآخرة على المؤمن وهو أشد من نشر المناشير وقرض المقاريض وغلي في القدور ولو أن الميت نشر فأخبر أهل الدنيا بألم الموت لما انتفعوا بعيش ولا التذوا بنوم .
ودخل الحسن البصري C على رجل مريض فوجده في سكرات الموت فنظر إليه وقال إن أمرا هذا أوله ينبغي أن يتقى آخره وإن أمرا هذا آخره ينبغي أن يزهد في أوله .
ويروى أن النبي A كان عنده قدح من ماء عندما نزل به الموت فجعل يدخل يده في القدح ثم يمسح وجهه ويقول اللهم أعني على سكرات الموت وروى يدخل يده في الإناء ويمسح بها وجهه ويقول لا إله إلا الله إن للموت سكرات وفاطمة ابنتيه Bها تقول واكرباه لكربك يا أبتاه وهو يقول لا كرب على أبيك بعد اليوم .
ذكره البخاري ومسلم والنسائي وغيرهما ذكر كل واحد منهم أشياء لم يذكرها صاحب على .
وعن عيسى عليه السلام أنه قال يا معشر الحواريين ادعوا الله لي أن يهون علي هذه السكرة يعني الموت فقد خفت من الموت مخافة أوقعني خوفي من الموت على الموت .
وعن أسلم مولى عمر بن الخطاب Bه قال إذا بقي على المؤمن نم ذنوبه شيء لم يبلغه بعمله شدد عليه الموت ليبلغ بسكرات الموت وشدائده درجته في الجنة وإن الكافر إذا كان قد عمل معروفا في الدنيا هون عليه الموت ليستكمل ثواب معروفه في الدنيا ثم يصير إلى النار .
وكان عمرو بن العاص Bه يقول لوددت أني رأيت رجلا لبيبا حازما قد نزل به الموت فيخبرني عن الموت فلم نزل به الموت قيل له يا أبا عبد الله قد كنت تقول في حياتك وددت أني رأيت رجلا لبيبا حازما قد نزل به