( تردد صوت باكية عليها ... رماها الدهر في الأهل الجميع ) .
( فشتت شملها وأدال منه ... غراما عاث في قلب صريع ) .
( عجبت لها تكلم وهي خرسا ... وتبكي وهي جامدة الدموع ) .
( فهمت حديثها وفهمت أني ... من الخسران في أمر شنيع ) .
( أتبكي تلك إن فقدت أنيسا ... وتشرب منه بالكأس الفظيع ) .
( وها أنا لست أبكي فقد نفسي ... وتضييعي الحياة مع المضيع ) .
( ولو أني عقلت اليوم أمري ... لأرسلت المدامع بالنجيع ) .
( إلا يا صاح والشكوى ضروب ... وذكر الموت يذهب بالهجوع ) .
( لعلك أن تعير أخاك دمعا ... فما في مقلتيه من دموع ) .
وقال بلال بن سعد C يقال لأحدنا تريد أن تموت فيقول لا فيقال له لم فيقول حتى أتوب وأعمل صالحا فيقال له اعمل فيقول سوف أعمل فلا يحب أن يموت ولا يحب أن يعمل فيؤخر عمل الله تعالى ولا يؤخر عمل الدنيا .
وقال بعض الحكماء السعيد من صرف الله أمله إلى ما يبقى وقطعه عما يفنى وأعانه في دار الفناء على عمارة دار البقاء .
والويل الطويل والحسرة التي لا تزول لمن أعرض ونأى ولم ينه نفسه عن الهوى وإن كان الكل من الله D فاللوم متوجه على المقصر وقد بدت عليه علامة البعد وظهرت من أفعاله أمارة الطرد .
وقال عيسى بن مريم عليه السلام عجبت لثلاثة لغافل وليس بمغفول عنه ومؤمل دنيا والموت يطلبه وبان قصرا والقبر مسكنه .
وقال بعض الحكماء ما انقضت ساعة من يومك إلا بقطعة من عمرك ونصيب من جسمك