فقال إن الله يحب فلانا فأحبوه قال فيحبه أهل السماء ثم يوضع له القبول في الأرض وذكر في البغض مثل ذلك وهذا حديث صحيح أخرجه مسلم بن الحجاج وغيره .
وقد شهد رجال من المسلمين علماء وصالحون كثر الثناء عليهم وصرفت القلوب إليهم في حياتهم وبعد مماتهم ومنهم من كثر المشيعون والحاملون لجنازته والمشتغلون به وربما كثر الله الخلق بما شاء من الجن والإنس وغيرهم مما يشاء يكونون في صور الناس .
ذكر قاسم بن أصبغ قال حدثنا أحمد بن زهير قال حدثنا محمد بن يزيد الرفاعي قال مات عمرو بن قيس الملاي بناحية فارس فاجتمع بجنازته مالا يحصى عددهم من الخلق فلما دفن نظروا فلم يروا أحدا قال الرفاعي سمعت هذا ممن لا أحصي كثرة .
وكان سفيان الثوري يتبرك بالنظر إلى عمرو بن قيس هذا .
ولما مات أحمد بن حنبل Bه صلى عليه من المسلمين ما لا يحصى فأمر المتوكل أن يمسح موضع الصلاة عليه من الأرض فوجدوا موقف ألفي ألف وثلاثمائة ألف أو نحوها .
ولما انتشر خبر موته أقبل الناس من البلاد يصلون على قبره فصلى عليه مالا يحصى .
ولما مات الأوزاعي Bه اجتمع للصلاة عليه خلق لا يحصى ويروى أنه أسلم ذلك اليوم من أهل الذمة اليهود والنصارى نحو ثلاثين ألفا لما رأوا من كثرة الخلائق على الجنازة ولما رأوا من العجب ذلك اليوم .
ولما مات سهل بن عبد الله التستري C انكب الناس على جنازته وحضرها من الخلق مالا يعلمه إلا الله وكان في البلد ضجة فسمع بها يهودي شيخ كبير فخرج فلما رأى الجنازة صاح وقال هل ترون ما أرى قالوا وما ترى قال أرى قوما ينزلون من السماء يتمسحون بالجنازة ثم أسلم وحسن إسلامه