غيبته علي فوالله ما كان غائب أحب إلي من أن ألقاه منك فقال له ملك الموت اقض حاجتك التي خرجت إليها قال لا هذه الحاجة أهم حوائجي ومالي حاجة أهم علي ولا أحب إلي من لقاء الله D قال فاختر على أي حالة تريد أن أقبض روحك قال وتقدر على ذلك قال بذلك أمرت قال فدعني حتى أتوضأ وأصلي وتقبل روحي وأنا ساجد قال نعم فتوضأ وصلى ثم قبض روحه في سجوده .
وقال بكر بن عبد الله جمع رجل من بني إسرائيل مالا فلما أشرف على الموت قال لبنيه أروني أصناف أموالي التي جمعت فأتي بشيء كثير فلما رآه بكى تحسرا فقال له ملك الموت ما يبكيك فوالله ما أنا بخارج من منزلك حتى أفرق بين روحك وبدنك فقال له أمهلني حتى أفرقه قال هيهات انقطعت المهلة فهلا كان هذا قبل حضور أجلك ثم قبض روحه .
ويروى أن رجلا جمع مالا فأوعى ولم يدع صنفا من أصناف المال إلا اتخذه ثم ابتنى قصرا وجعل عليه حجابا وحراسا ثم جمع أهله وعياله وصنع لهم طعاما وقعد على سريره ووضع إحدى رجليه على الأخرى وهم يأكلون ثم قال يا نفسي تنعمي سنين فقد جمعت لك ما يكفيك فما فرغ من كلامه حتى أقبل ملك الموت في هيئة رجل عليه خلقان من الثياب فقرع الباب بشدة عظيمة فوثب إليه الغلمان فقالوا له ويلك ما شأنك ومن أنت فقال ادعوا إلي مولاكم قالوا إلى مثلك يخرج مولانا .
قال نعم فأخبروا مولاهم فقال هلا فعلتم به وفعلتم فقرع الباب قرعة أشد من الأولى فوثب إليه الحرس فقال أخبروه أني ملك الموت فلما سمعوه ألقى عليهم الرعب ووقع على مولاهم الذل والخشوع فقال قولوا له يدخل وقولوا له قولا لينا فدخل فقال له اصنع بمالك ما أنت صانع فإني لست بخارج عنك حتى أخرج بنفسك فأمر بماله فجمع فلما رآه قال لعنك الله من مال فأنت شغلتني عن عبادة ربي ومنعتني عن النظر لنفسي فأنطق الله D المال فقال لم تسبني وبي جلست مجالس الملوك وبي نكحت المتنعمات وبي