( وحق لمثلي بالبكا عند موته ... ومالي لا أبكي وموتي قد اقترب ) .
( ولي عمل في اللوح أحصاه خالقي ... فإن لم يجد بالعفو صرت إلى العطب ) .
وقال عبد الله بن العلاء شهدت أعرابيا قد نزل به الموت فشخص ببصره ثم قال .
( كل آت فإنه سوف يأتي ... أنت يا يموت هاذم اللذات ) .
( يرحم الله أعظما باليات ... أصبحت في عساكر الأموات ) .
ويروى أن ابن المنكدر C عندما نزل به الموت بكى فقيل له ما يبكيك فقال والله ما أبكي لذنب أعلم أني أتيته ولكني أخاف أن أكون قد أذنبت ذنبا حسبته هينا وهو عند الله عظيم .
وقد روى عنه كلام آخر يدل على علو منزلته وارتفاع درجته .
وقيل لجابر بن زيد عند موته ما تشتهي فقال نظرة إلى الحسن فجاء الحسن فلما دخل عليه قيل له هذا الحسن فرفع طرفه وقال يا إخوتاه الساعة أفارقكم إما إلى الجنة وإما إلى النار .
وقال الحجاج بن يوسف الثقفي عند موته اللهم اغفر لي فإنهم يزعمون أنك لا تفعل فكان عمر بن عبد العزيز تعجبه هذه الكلمة .
وذكر ذلك للحسن البصري فقال أقالها قالوا نعم قال عسى .
وقال سليمان التيمي دخلت على بعض أصحابنا وهو في الموت فرأيت من جزعه ما ساءني فقلت هذا الجزع كله لماذا وقد كنت تحمد الله على كذا يعني على حالة صالحة فقال ومالي لا أجزع ومن أحق مني بالجزع والله لو أتتني المغفرة من الله D لأهمني الحياء منه فيما أفضيت به إليه .
وقال بعض الصالحين لغلامه وقد حضره الموت يا غلام شد كتافي وعفر بالتراب خدي ففعل الغلام ثم قال دنا الرحيل اللهم لا براءة لي من ذنب ولا عذر لي فأعتذر به ولا قوة فانتصر بها ثم قال أنت لي ثلاثا ثم صاح صيحة ومات